Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 10-10)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله : { وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ } ، أي مؤلم . وجمع " أليم " فيه ثلاثة أوجه : إن شئت : " إلام " كَكَريم وكِرَامٍ ، وإن شئت : أُلَماء كَظَريفٍ وَظُرَفَاء وإن شئت " أَلاْمٌ " كَشَرِيف وأَشْرافٍ . و " فعيل " يأتي على ضربين : اسم وصفة ؛ فإذا كان اسماً ، فجمعه في أقل العدد على " أَفْعِلة " ، وفي أكثره على " فَعُل " كَرَغِيفٍ وأَرْغِفَةٍ ورُغفٍ . وقد يأتي في الكثير على " فُعْلانٍ " ، قالوا : " رُغْفَانٌ وقُضْبَانٌ وكُثْبَانٌ " ، وقد أتى على " أفْعِلاَء " ، نصيبٌ وأنصباءٌ ، وخميسٌ وأخْمِساءٌ " . فإن كان " فَعيلٌ " صفة ، فهو على نوعين : سالم ومعتل : - فالسالم يجمع على " فُعَلاء " نحو " كرماء " ، و " عُلَماء " وقد قالوا : كِرامٌ وشِرافٌ . - والمعتل يجمع على أفعلاء نحو " أَوْلِياء " و " أَصْفِياءَ " . وكذلك المضاعف نحو " أَشِدَّاء " و " أَشِحَّاء " ، وقد قالوا : أَنبياءٌ يجمع على أفعلاء على تقدير لزوم تخفيف الهمزة فيصير " كَتَقي وأَتْقِياء " . ومن همز قال : نَبِئاء على " فُعلاَءَ " ويجوز على مذهب من همز أنبياء [ بجعله نادراً ] " كخميس وأخمساء " . وقد قالوا : [ في جمع ] جليل : جلّة ، وهو نادر استغنوا به عن " أَجِلاّء " . وقوله : { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } . أي : شك ونفاق . { فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضاً } . الزيادة هنا هي نزول القرآن بالفروض فلا يتبعونها ، فيزدادون شكاً ، ويزداد المؤمنون بعمل الفرائض إيماناً كما قال : { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً } [ التوبة : 124 - 125 ] . وقوله : { بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } . أي بتكذيبهم الرسل . وقيل : بتكذيبهم محمداً صلى الله عليه وسلم . وهذا التفسير يدل على صحة قراءة من قرأ { يَكْذِبُونَ } بالتشديد ، ويدل على قوة التشديد أن الكذب لا يوجب العذاب الأليم ، إنما يوجبه التكذيب . وأيضاً فإنه تعالى أخبر عنهم بالشك في أول الكلام ، ومن شك في شيء فقد كذب به ، فالتكذيب أولى بآخر الآية على هذا القول . ومما استدل به من قرأه { يَكْذِبُونَ } / بالتخفيف ؛ أن الله جل ذكره أخبر أنهم يقولون : { آمَنَّا } وقال : { مَا هُم بِمُؤْمِنِينَ } . فأخبر عنهم بالكذب في قولهم : { آمَنَّا } . وتوعَّدهم عليه بالعذاب الأليم ، وهو من الكذب أولى من أن يكون من التكذيب إذ لم يتقدم في صدر الآية إلا الإخبار عنهم بالكذب ، لا بالتكذيب . والقراءتان قويتان متداخلتان حسنتان لأن المَرَض الشك ومن شك في شيء فقد كذب به .