Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 89-92)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى ذكره : { وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ } إلى قوله : { فَٱعْبُدُونِ } . أي : واذكر يا محمد زكريا حين نادى ربه { رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً } أي وحيداً ، لا ولد لي ولا عصبة ، فارزقني وارثاً من آل يعقوب : { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوَارِثِينَ } ، فاستجبنا له دعاءه ، ووهبنا له يحيى وارثاً . ثم قال : { وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } . أي : جعلناها ولوداً بعد أن كانت عقيماً . وقال عطاء : كانت سيئة الخلق طويلة اللسان ، فأصلحها الله وصيرها حسنة الخلق ، وهو قول محمد بن كعب وعون بن عبد الله . ثم قال تعالى : { إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ } . يعني زكريا وزوجته ويحيى ، أي : يسارعون في طاعة الله ، والعمل بما يقرب إليه . ثم قال تعالى : { وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً } . أي : رغبة فيما يرجون من ثوابه ورهبة مما يخافون من عقابه . قال قتادة : رغباً في رحمة الله ورهباً من عذاب الله . والدعاء في هذا الموضع : العبادة . كما قال : { وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىۤ } [ مريم : 48 ] أي : أعبد ربي . قال ابن زيد : معناه : خوفاً وطمعاً . قال ابن جريج : رغباً في رحمة الله ورهباً من عذاب الله . ثم قال تعالى : { وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ } أي : متواضعين متذللين لا يستكبرون عن العبادة والدعاء والتضرع . قال سفيان : هو الحزن الدائم في القلب . ثم قال : { وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا } . أي : واذكر يا محمد التي أحصنت فرجها ، يعني مريم : وأحصنت ، حفظت ومنعت . وعنى بالفرج جيبها وقيل : فرج نفسها . وقوله : فنفخنا فيها من روحنا : أي : من جبريل صلى الله عليه وسلم ، لأنه روح الله ، نفخ في جيب ذراعها بعد أن منعته منه إذ لم تعرفه . وقيل : أمر الله تعالى جبريل صلى الله عليه وسلم ، فنفخ الروح الذي هو روح عيسى في فرجها فحيي بذلك . ثم قال تعالى : { وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ } أي : عبرة لعالم زمانهما . والتقدير على مذهب سيبويه : وجعلناها آية وابنها آية ، ثم حذف الأولى . أي : علماً وحجة على العالمين والمعنى : جعلها آية إذ ولدت من غير فحل ، وجعله آية إذ ولد من غير نطفة ، وإذ نطق في يوم ولد ، وتكلم بالحكمة في ذلك اليوم . ثم قال تعالى ذكره : { إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } . أي : وإن هذه ملتكم ملة واحدة ، وأنا ربكم أيها الناس فاعبدون ، دون الأصنام والأوثان . قال مجاهد وابن عباس : " أمتكم أمة واحدة " أي : دينكم دين واحد . وأمة نصبت على الحال / .