Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 74-77)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : ذكره { وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا / مِنْ أَزْوَاجِنَا } ، إلى آخر السورة . أي : والذين يرغبون إلى الله في دعائهم ، ومسألتهم أن يهب لهم قرة أعين ، من أزواجهم ، وذرياتهم ؛ أي : ما تقر به أعينهم من أولادهم ، وذلك أن يريهم إياهم يعملون بطاعة الله . قال الحسن : ذلك في الدنيا وهو المؤمن يرى زوجه وولده مطيعين لله ، وأي شيء أقر لعين المؤمن أن يرى زوجته وولده مطيعين لله . قال ابن جريج : معناه : يعبدونك فيحسنون عبادتك . وقال ابن زيد : يسألون لأزواجهم وذرياتهم الإسلام . ثم قال تعالى ذكره : { وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } ، أي : اجعلنا يقتدي بنا من بعدنا في الخير ، قاله ابن عباس ، وعنه أيضاً : المعنى اجعلنا أئمة هدى يهتدى بنا ، ولا تجعلنا أئمة ضلالة لأنه قال في السعادة { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } [ الأنبياء : 73 ] ، وقال في أهل الشقاء : { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ } [ القصص : 41 ] . قال مجاهد : معناه : واجعلنا أئمة نقتدي بمن قبلنا ، ونكون أئمة لمن بعدنا . وقوله { إِمَاماً } وحد لأنه مصدر كالقيام والصيام . وقيل : هو واحد يدل على الجمع كالعدو . وقيل : هو جمع آثم وإمام كقائم وقيام . ثم قال تعالى ذكره : { أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ } ، أي : هؤلاء الذين تقدم ذكرهم يجزون الغرفة أي يثابون على أعمالهم : الغرفة ، وهي منزل من منازل الجنة . { وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاَماً * خَالِدِينَ فِيهَا } ، أي : دائمين المقام ، ماكثين فيها . { حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } ، أي : حسنت تلك الغرفة مستقراً ، أي : قراراً { وَمُقَاماً } ، أي : إقامة . ثم قال تعالى : { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ } ، أي : قل يا محمد لهؤلاء الذين أرسلت إليهم : ما يعبأ بكم ربي ، أي : أي شيء يصنع بكم ربي ، لولا دعاؤكم إلى الإيمان ؟ قال ابن عباس : لولا دعاؤكم : لولا إيمانكم ، فأخبر جلّ ذكره الكفار أنه لا حاجة له بهم إذ لم يجعلهم مؤمنين ، ولو كان له بهم حاجة لحبب إليهم الإيمان كما حببه إلى المؤمنين . وقال مجاهد : لولا دعاؤكم : أي : لولا دعاؤكم إلى الله لتعبدوه وتطيعوه . قال الفراء : لولا دعاؤكم : لولا دعاؤه إياكم إلى الإسلام . ومعنى : ما يعبأ أي : ما يصنع بكم . قال الزجاج : لولا دعاؤكم . أي : لولا توحيدكم إياه . ومعنى ما يعبأ بكم أي : وزن لكم عنده من قولك : ما عبأت بفلان أي : ما كان له عندي وزن ولا قدر . قال : وأصل العبء في اللغة : الثقل . وقوله : { فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً } ، هو يوم بدر . وقيل : هو ما لوزم بين القتلى يوم بدر . والتقدير : فسوف يكون عاقبة تكذيبهم اللزام . وعن مجاهد أنه قال في معناه : لولا دعاؤه إياكم لتطيعوه فقد كذبتم فسوف يكون عذابكم لزاماً وقد مضى اللزام وهو يوم بدر . وقيل : المعنى : لا منفعة لله في خلقه إياكم إذ لا يضره فقدكم ، لولا ما أراد من دعائه إياكم إلى طاعته ، ليجازيكم على ذلك إن قبلتموه ويعاقبكم إن عصيتموه فقد كذبتم فسوف تعلمون . وقال القتيبي : المعنى : ما يعبأ بعذابكم ربي لولا دعاؤكم غيره ، أي : لولا شرككم به . وقال الضحاك : لولا عبادتكم إياه . ثم قال تعالى : { فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً } ، أي : فقد كذبتم رسولكم فسوف يكون عقاب تكذيبكم لرسولكم لزاماً ، أي : ملازماً لكم ، أي : عذاباً ملازماً وهو ما حل بكم يوم بدر . وقال ابن مسعود : اللزام : يوم بدر . وقال أبي بن كعب : هو القتل يوم بدر : وهو قول مجاهد والضحاك ، وقال ابن زيد : اللزام : القتل يوم بدر . وقال ابن عباس : اللزام : الموت . وقال أبو عبيدة : فسوف يكون لزاماً أي : جزاء يلزم كل عامل يعمله من خير أو شر .