Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 1-7)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى ذكره : { طسۤ تِلْكَ آيَاتُ ٱلْقُرْآنِ } ، إلى قوله : { لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } . قال ابن عباس : طس : قسم ، وهو من أسماء الله فيكون معناه على هذا التأويل : واللطيف السميع : إن هذه الآيات التي أنزلها الله على محمد صلى الله عليه وسلم لآيات القرآن ، وآيات كتاب مبين ، أي يتبين لمن تدبره ، وتفكر فيه ، يفهم أنه من عند الله ، لم تتخرصه أنت يا محمد ، ولا أحد سواك ، من خلق الله ، إذ لا يقدر أحد أن يأتي بمثله . ثم قال تعالى : { هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } أي هو هدى للمؤمنين به يهديهم إلى سبيل الرشاد ومبشراً لهم بالجنة والمغفرة . ثم نعت المؤمنين فقال : { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ } ، يعني المفروضة يقيمونها بحدودها في أوقاتها . { وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } ، يعني المفروضة ويخرجونها في أوقاتها إلى مستحقها . { وَهُم بِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } ، أي يصدقون بالبعث والحشر بعد الموت والجزاء . ثم قال : { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } ، أي لا يصدقون بالبعث بعد الموت { زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ } ، أي حببناها لهم يعني الأعمال السيئة . وقال بعضهم : يعني الأعمال الحسنة : زينها لهم وبينها لهم ، فخالفوا ، وهذا مذهب المعتزلة ، والأول مذهب أهل السنة . وهو ظاهر التلاوة والنص . { فَهُمْ يَعْمَهُونَ } ، أي يترددون في ضلالهم ، ويتحيرون ، ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، ثم وصف هذا الجنس أيضاً فقال : { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمْ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ } يعني في الدنيا ، عني به الذين قتلوا يوم بدر من مشركي قريش . { وَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ } ، أي أخسر الناس لأنهم اشتروا الضلالة بالهدى ، وفي الآخرة تبيين ، وليس يتعلق في الأخسرين ، ويجوز أن يكون في الكلام حذف ، والتقدير : وهم الأخسرون : في الآخرة هم الأخسرون . ثم قال تعالى : { وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ } ، أي وإنك يا محمد ، لتحفظ القرآن وتتعلمه من عند رب حكيم بتدبير خلقه ، عليم بمصالحهم ، والكائن من أمورهم ، والماضي من ذلك . ثم قال تعالى : { إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لأَهْلِهِ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً } ، العامل في : { إِذْ } اذكر . وقيل : العامل في { إِذْ } عليم ، والتقدير : عليم ، حين قال موسى لأهله : { إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً } ، وذلك حين خرج موسى صلى الله عليه وسلم من مدين إلى مصر ، وقد آذاهم برد ليلهم ، وضاع زنده . { إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً } ، / أي أبصرت وأحسست . { سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ } ، في الكلام حذف ، والتقدير : إني آنست ناراً ، فامكثوا سآتيكم من النار بخبر ، أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون بها من البرد . قال ابن عباس : كانوا شاتين ، قد أخطأوا الطريق . وأصل الطاء : ثاء ، لأنه من صلى النار فهو يفتعلون ، فأبدل من التاء طاء لتكون في الإطباق كالصاد ، وأصله : يصتليوون ، ثم أعل على الأصول ، وأبدلت التاء طاء ، كما قالوا : مصطفى ، وأصله : مصتفى : لأنه مفتعل من الصفوة .