Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 80-93)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى ذكره : { إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ } . إلى آخر السورة ، المعنى : إنك يا محمد لا تقدر أن تفهم الحق من طبع الله على قلبه فأماته ، ولا تقدر أن تسمع ذلك من أصم الله سمعه { إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } أي إذا هم أدبروا معرضين عنه ، فأما قراءة ابن كثير " ولا يسمع " بالياء " الصم " بالرفع ، فمعناها : ليس يسمع الصم الدعاء في حال إعراضهم ، وتوليتهم عنه . ثم قال : { وَمَآ أَنتَ بِهَادِي ٱلْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ } ، أي وما أنت يا محمد بهادي من أعماه الله جل ذكره عن الهدى فجعل على بصره غشاوة { إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا } ، أي ما يقدر أن يفهم الحق أحد إلا من يصدق بآياتنا { فَهُم مُّسْلِمُونَ } . ثم قال تعالى : { وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم } ، أي إذا وجب على المختلفين من بني إسرائيل والمشركين من العرب وغيرهم ، غضب من الله جل ذكره ، إذا لم يكن في علم الله منهم راجع عن كفره ، ولا تائب من ضلاله { أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَآبَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ } . أي تخبرهم وتحدثهم بأن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون . وقرأ ابن عباس ، وعكرمة ، وعاصم الجحدري وطلحة : { تُكَلِّمُهُمْ } بفتح التاء وتسكين الكاف من كلمه إذا جرحه أي تسمهم . قال مجاهد : وقع القول : حق القول . وقال قتادة : وجب القول . وقال ابن جريج : القول : العذاب . وقال قتادة : القول : الغضب . وخروج الدابة في قول جماعة من العلماء ، إنما يكون حين لا يأمر الناس بمعروف ، ولا ينهون عن منكر . قال ابن عمر وغيره : وخروجها والله أعلم بعد خروج الدجال ، لأن الدجال يخرج فيفتتن الناس به إلا من شاء الله ، ثم يقتله عيسى ابن مريم ، وتصير الأديان ديناً واحداً وهو الإسلام ، ثم تحدث الحوادث ، وتتغير الأمور بعد موت عيسى عليه السلام ، فتخرج الدابة فتسم الكافر بسواد في وجهه ، والمؤمن ببياض في وجهه . وقد قال الضحاك - في صفة الدجال : إنه وافر الشارب ، لا لحية له رأسه كالقلة العظيمة طول وجهه ذراعان ، وقامته في السماء ثمانون ذراعاً ، وعرض ما بين منكبيه ثلاثون ذراعاً ، ثيابه ، وخفاه ، وسيفه وسرجه ، ولجامه : بالذهب والجوهر على رأسه تاج مرصع بالذهب والجوهر ، في يده ظبرزين هيئته هيئة المجوس ، قوسه الفارسية ، وكلامه بالفارسية ، تطوى له الأرض ولأصحابه طياً طياً ، يطأ مجامعها ، ويرد مياهها إلا المساجد الأربعة : مسجد مكة ، ومسجد المدينة ، ومسجد بين المقدس ، ومسجد الطور ، فخروج الدابة هو آخر الآيات / وهو معنى قوله تعالى : { يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا } [ الأنعام : 158 ] وهو خروج الدابة . وروي أنه ترفع عند ذلك التوبة ، وتخبر الكافر أنه كافر ، والمؤمن أنه مؤمن . وروي : أنه يجعل الله لها من الطول ما تشرف به على الناس لتكلمهم بكلام يفهمونه ، ويسمعونه ، وتخبرهم أن الناس كانوا بآيات الله لا يوقنون ، وينغلق عند ذلك باب العمل ويجهل فلا ترى عالماً بالدين ، ويحصل كل امرئ على ما قدم من خير أو شر . وهو معنى قوله : { وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم } أي وجب عمله كل امرئ لنفسه إن خيراً فخير . وإن شراً فشر . قال ابن عمر : تخرج الدابة من صدع في الصفا . وروى حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " تخرج الدابة من أعظم المساجد حرمة على الله ، بينما عيسى بن مريم يطوف بالبيت ومعه المسلمون ، إذ تضطرب الأرض تحتهم ، تحرك القنديل ، وينشف الصفا مما يلي المسعى ، وتخرج الدابة من الصفا ، أول ما يبدو رأسها ، ملصقة ذات وبر وريش ، لن يدركها طالب ولا يفوتها هارب ، تسم الناس مؤمن وكافر ، أما المؤمن فتترك وجهه كأنه كوكب دري ، وتكتب بين عينيه نكتة بيضاء مؤمن ، وأما الكافر فتكتب بين عينيه نكتة سوداء كافر " . روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " تخرج الدابة ومعها خاتم سليمان وعصا موسى ، فتجلو وجه المؤمن بالعصا ، وتختم أنف الكافر بخاتم ، ثم إن أهل الدار يجتمعون فيقولون هنا يا مؤمن ويقول هنا يا كافر " . وقد كثرت في ذلك الأخبار عن حذيفة وابن عمر كلها ترجع إلى معنى هذا الحديث . ويروى أن موسى صلى الله عليه وسلم : " سأل الله تعالى أن يريه الدابة ، فمكث ثلاثة أيام ، وثلاث ليال لا يظهر منها إلا رأسها ، وعنقها ، وظهرها " . وعن ابن عمر أنه قال : تخرج الدابة من شعب فيمس رأسها السحاب ، ورجلاها في الأرض ما خرجتا ، فتمر بالإنسان يصلي فتقول : ما الصلاة من حاجتك فتخطمه . قال : وتخرج ومعها خاتم سليمان وعصا موسى . فأما الكافر فتختم بين عينيه بخاتم سليمان فيسود ، وأما المؤمن فتمسح وجهه بعصا موسى فيبيض . قال ابن عباس : هي والله تكلمهم وتكلمهم ، تكلم المؤمن وتكلم الكافر . ثم قال تعالى ذكره : { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً } ، أي واذكر يا محمد يوم نحشر من كل قرن وملة فوجاً ، أي جماعة منهم وزمرة { مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا } ، أي يجحدها { فَهُمْ يُوزَعُونَ } أي يحبس أولهم على آخرهم فيجتمع جميعهم ثم يساقون إلى النار . قال ابن عباس : يوزعون : يدفعون . قال مجاهد : يحبس أولهم على آخرهم . وقال قتادة : لهم وزعة : ترد أولهم على آخرهم . ثم قال تعالى : { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي } ، أي جاء الأفواج واجتمعوا ، قال لهم الله جل ذكره : { أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي } ، أي بحججي وأدلتي { وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً } ، أي ولم تعرفوها حق معرفتها أماذا { كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } فيها من تصديق أو تكذيب . وقوله : { وَلَمْ تُحِيطُواْ } ، معطوف على { أَكَذَّبْتُم } فيه معنى التوبيخ والتقدير . على معنى : { وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً } " أي أكذبتم بها وقد أحطتم بها علماً ، لأن الألف إذا دخلت على النفي نقلته إلى الإيجاب بمنزلة { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } [ الشرح : 1 ] أي قد شرحناه لك ، ودل على حذف الألف من ولم تحيطوا . قوله : " أما ذا كنتم " . ولو لم تقدر الألف ويجري على معنى الإيجاب الذي أصله النفي وردته الألف إلى الإيجاب لكان ذلك عذراً لهم إنهم إنما كذبوا لما لم يحيطوا بعلمها ، وليس الأمر كذلك بل كذبوا بعد إحاطتهم بعلمها ونزولها ، والدعوة إلى الإيمان بها . وقد قيل إنه لا إضمار ألف في هذا ، والمعنى : أنهم كذبوا وهم غير محيطين بالعلم وبالآيات ، دليله قوله : { بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ } [ يونس : 39 ] فإذا أجريته على هذا المعنى : كانت " أم " عديلة الألف في " أكذبتم " فإذا أجريته على المعنى الأول كانت " أم " عديلة الألف المحذوفة في " أولم " ودالة عليها ، ومعنى الكلام : التقريع ، والتوبيخ ، والتقرير على ما قدموا ، ولفظه لفظ الاستفهام ، ومعناه على غير ذلك . ثم قال : { وَوَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيهِم بِمَا ظَلَمُواْ } ، أي وجب السخط والغضب من الله بظلمهم { فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ } ، بحجة ولا بعذر . ثم قال تعالى : { أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ / لِيَسْكُنُواْ فِيهِ } ، أي ألم ير هؤلاء المكذبون تصريف الله جل ذكره الليل ، والنهار ، وجعله الليل يسكنون فيه ، أي يهدءون فيه لراحة أبدانهم من تعب التصرف والتقلب نهاراً . ثم قال { وَٱلنَّهَارَ مُبْصِراً } ، أي مضيئاً يبصرون الأشياء فيه ، ويتقلبون فيه لمعاشهم ، فيعلموا أن مصرف ذلك هو الإله الذي لا يعجزه شيء أراده . ثم قال : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ، أي إن في تصرف الليل والنهار لعلامات ظاهرة لقوم يؤمنون بالله وقدرته . ثم قال تعالى : { وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ } ، أي واذكر يا محمد يوم نفخنا في الصور وهو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل . روى أبو هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " هو قرن عظيم ينفخ فيه ثلاث نفخات : الأولى نفخة الفزع ، يفزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ، ويأمره الله فيديمها ويطولها فلا يفتر ، وهو الذي ذكر الله في قوله : { وَمَا يَنظُرُ هَـٰؤُلآءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ } أي ما لها من راحة فيسير الله الجبال فتكون سراباً ، وترتج الأرض بأهلها رجاً وهي التي يقول : { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ } فتكون الأرض كالسفينة المرنقة في البحر تضربها الأمواج تكفأ بأهلها أو كالقنديل المعلق بالوتر ترجحه الأرواح فيميد الناس على ظهرها ، فتذهل المراضع ، وتضع الحوامل ، ويشيب الولدان ، وتطير الشياطين هاربة ، حتى تأتي الأقطار فتلقاها الملائكة فتضرب وجوهها ، فترجع ويولي الناس مدبرين يوالي بعضهم بعضاً وهو الذي يقول : { يَوْمَ ٱلتَّنَادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ } فبينما هم كذلك إذ تصدعت الأرض من قطر إلى قطر ، فرأوا أمراً عظيماً ، فأخذهم لذلك من الكرب ما الله أعلم به ، ثم نظروا إلى السماء فإذا هي كالمهل ، ثم خسف شمسها وقمرها ، وانتثرت نجومها ، ثم كشطت عنهم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والأموات لا يعلمون بشيء من ذلك ، قال أبو هريرة : يا رسول الله فمن استثنى الله عز وجل إذ يقول : { فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ مَن شَآءَ ٱللَّهُ } قال : أولئك الشهداء " . وإنما يصل الفزع إلى الأحياء { أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } وقاهم الله فزع ذلك اليوم وأمنهم ، وهو عذاب الله يبعثه على شرار خلقه ، ويجوز أن يكون العامل في " يوم ينطقون " . وقال مقاتل : إلا من شاء الله " : جبريل وإسرافيل ، وميكائيل ، وملك الموت صلى الله على جميعهم وسلم ، ومعنى داخرين : صاغرين . ثم قال تعالى : { وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً } ، أي وترى يا محمد الجبال يومئذ تحسبها جامدة . قال ابن عباس : قائمة { وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ } ، أي تسير سيراً حثيثاً مثل سير السحاب { صُنْعَ ٱللَّهِ } أي صنع الله ذلك صنعاً . وقيل : المعنى : انظروا { صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ } ، أي أحكمه وأوثقه . ومن نصب { صُنْعَ ٱللَّهِ } على المصدر لم يقف على السحاب ، لأن الجملة دلت على الفعل العامل ، ومن نصبه على انظروا صنع الله ، جاز الوقف على السحاب . ثم قال تعالى . { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا } ، أي من جاء بالحسنة فله من ثواب الله ما هو خير من عمله ، وله أفضل من ثواب عمله ، لأن الله جل ذكره يعطي من الثواب فضلاً لا يستحقه العبد بعمله ، زيادة منه وتفضلاً وإحساناً . وقوله : { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ } ، أي بالسيئات التي فيها الشرك { فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ } ، ولم يذكر زيادة لأنه تعالى إنما يعذبهم على قدر كفرهم . وقيل : من جاء بالتوحيد والإيمان فله عند الله خير من أجل ما جاء به وهو الجنة . { وَهُمْ مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ } ، من نون " فزعاً " فمعناه : أنهم آمنون من كل فزع ؛ فزع ذلك اليوم ، وفزع ما يخافون العقوبة عليه من أعمالهم السالفة . ومن لم ينون فمعناه : وهم من فزع ذلك اليوم آمنون . ثم قال تعالى . { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ } ، أي بالشرك / { فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ } . قال ابن عباس : الحسنة لا إله إلا الله ، والسيئة : الشرك . وقال قتادة : الحسنة : الإخلاص ، والسيئة : الشرك . قال عكرمة : كل شيء في القرآن ، السيئة : فهو الشرك قال علي بن الحسين : أنا في بعض خلواتي حتى رفعت صوتي ، أقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيى ويميت ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير . قال : فرد علي رجل : ما تقول يا عبد الله ؟ قال : قلت : أقول ما تسمع ، قال : فها إنها الكلمة التي قال الله تعالى . { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا } . قال ابن عباس : { فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا } ، أي فمنها وصل إليه الخير . وقال ابن زيد : أعطاه الله بالواحدة : عشراً فهداً خير منها . ثم قال : { إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ } ، أي قل ذلك يا محمد . البلدة : مكة ، والذي حرمها نعت للرب : { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } ، أي أمرني ربي بذلك { وَأَنْ أَتْلُوَ ٱلْقُرْآنَ } ، أي وأمرني ربي بتلاوة القرآن . { فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ } ، أي من آمن بي نفع نفسه لدفعه عنها العذاب في الدنيا والآخرة . { وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا } [ يونس : 108 ] أي ومن كفر بي وجحد نبوتي ، وما جئت به فإنما يضر نفسه ، إذ يوجب لها العذاب والسخط عند الله بكفره وضلاله عن الهدى . وقوله : { فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ } ، أي إنما أنا ممن ينذر قومه عذاب الله وسخطه ، وقد أنذرتكم ذلك . { وَقُلِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا } ، أي وقل يا محمد لهؤلاء القائلين : متى هذا الوعد إن كنتم صادقين : الحمد لله على نعمه علينا ، وفقنا للإيمان ، وللإسلام الذي أنتم عنه عمون { سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ } أي آيات عذابه فتعرفونها أي يريكم علامات عذابه فتعرفونها ، يعني في أنفسكم ، وفي السماء ، والأرض ، والرزق . ثم قال تعالى : { وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } ، أي وما ربك يا محمد بغافل عما يعمل هؤلاء المشركون ، ولكن يؤخرهم إلى أجل هم بالغوه . ومن قرأ بالتاء فجعل المخاطبة للمشركين .