Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 13-13)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ ٱلْتَقَتَا … } الآية . قرأ الحسن { فِئَةٌ } ، { كَافِرَةٌ } بالخفض فيهما على البدل ، من { فِئَتَيْنِ } . ومن رفع فعلى إضمار مبتدأ . وقال أحمد بن يحيى : يجوز النصب على الحال . وقال الزجاج : النصب بمعنى أعني . ومن قرأ { يَرَوْنَهُمْ } بالتاء فعلى المخاطبة لليهود ، أي ترون أيها اليهود المشركين مثلي المؤمنين . ومن قرأ بالياء جعل الرؤية للمسلمين ، أي : يرى المؤمنون المشركين مثلي أنفسهم . وكان المسلمون يوم بدر ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً . وقيل ثلاثة عشر ، والمشركون تسعمائة وخمسون . وقيل : كانوا ألفاً . وقيل : كانوا ما بين ألف إلى تسعمائة . وقد وعد الله المؤمنين بأن الرجل منهم يغلب الرجلين فأراهم الله المشركين مثليهم لتقوى نفوسهم ، وكانت تلك آية أن رأوا الكثير قليلاً كما قال : { وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ ٱلْتَقَيْتُمْ فِيۤ أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِيۤ أَعْيُنِهِمْ } [ الأنفال : 44 ] . وأنكر أبو عمرو قراءة من قرأ بالتاء وقال لا يلزم أن يقرأ مثليكم ، هذا الرد إنما يلزم لو كانت الرؤية تنصرف على المسلمين ، ولا يمكن إلا ذلك . وقراءة التاء تنصرف على اليهود الذين تقدم ذكرهم . والمعنى : قد كانت لكم أيها اليهود علامة في صدق محمد صلى الله عليه وسلم وصحة ما دعاكم إليه بنصر ( الله ) تعالى إياه يوم بدر وأعداؤه مثلا من معه . وقيل : [ المعنى ] على قراءة التاء في ترونهم أيها المؤمنون مثلي أصحابكم . وقال ابن كيسان : الضمير في { يَرَوْنَهُمْ } يعود على { أُخْرَىٰ كَافِرَةٌ } . والهاء والميم في { مِّثْلَيْهِمْ } يعودان على فئة . وقال الفراء : معنى " مثليهم " ثلاثة أمثالهم . قال ابن كيسان : كأنه جعل ترونهم يرجع إلى الكل أي : ترون الكل ثلاثة أمثال أصحابكم : هذا على [ معنى ] من قرأ بالتاء " . [ ومن قرأ بالياء فعلى معنى يرى المؤمنون الكل ثلاثة أمثالهم ، وتكون التاء مخاطبة لليهود فيكون المعنى ترون أيها اليهود الكل ثلاثة أمثال المؤمنين ] وهذا كله يوم بدر . { وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ } اي : يقوي { بِنَصْرِهِ مَن يَشَآءُ } .