Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 87-90)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ ٱللَّهِ } الآية . معناه : جزاء من هذه حاله لعنة الله ، أي : يبعده من الرحمة ولعنة الملائكة والناس أي : يلعنهم كل من خالفهم يوم القيامة من المخلوقين كما قال : { وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً } [ العنكبوت : 25 ] : ويجوز أن يكون الناس يراد بهم من كان مؤمناً . ويجوز أن يكون أراد بهم : لعن بعضهم بعضاً في الدنيا لاختلاف أديانهم فيها . { لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ ٱلْعَذَابُ } أي : لا ينقص عنهم : { وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } أي : لا يؤخرون عن الوقت . وقيل : لا ينظرون لمعذرة يعتذرون بها . وكل ما في القرآن من اللعنة فالخط فيها في المصحف بالهاء إلا في موضعين كتبت بالتاء : في آل عمران { فَنَجْعَل لَّعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَاذِبِينَ } [ آل عمران : 61 ] و [ في ] النور { وَٱلْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } [ النور : 7 ] هذان بالتاء لا غير . قوله { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ } أي : استثنى من تاب ممن ذكر قبله . وقيل : هو ناسخ لـ { كَيْفَ يَهْدِي ٱللَّهُ قَوْماً كَفَرُواْ } الآية وقد ذكرناه . ومعنى : { وَأَصْلَحُواْ } أي : أصلحوا أعمالهم ، وقيل : معناه وعملوا الصالحات . قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ } عنى بها من كفر ببعض الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم ثم كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم فلن تقبل توبتهم عند الموت ومعاينته . قال قتادة : عنى بها اليهود لأنهم كفروا بالإنجيل - وبعيسى عليه السلام { ثُمَّ ٱزْدَادُواْ كُفْراً } بمحمد صلى الله عليه وسلم - والقرآن . وقيل : عنى بها اليهود والنصارى كفروا بكتابهم ، فبدلوه ، { ثُمَّ ٱزْدَادُواْ كُفْراً } بمحمد عليه السلام . وقيل : كفرهم الأول هو جحدهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وازدادوا كفراً [ أي : ذنوباً ] . وقيل : هم اليهود والنصارى كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، [ وازدادوا كفراً ] لم يتوبوا مما فعلوا في الصحة لم تقبل توبتهم عند الموت . وقيل : { ثُمَّ ٱزْدَادُواْ كُفْراً } ماتوا على الكفر . [ و ] اختار الطبري أن يكون المعنى : ثم ازدادوا كفراً بما أصابوا من الذنوب ، لن تقبل توبتهم من ذنوبهم التي أصابوها في كفرهم حتى يتوبوا من كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم والآية عنده عنى بها اليهود .