Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 96-96)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ … } الآية . أخبر الله تعالى : أن أول بيت وضع للناس مبارك وهدى للعالمين هو الذي ببكة ، وكان قبله بيوت إلا أنه ليس لهن هذه الصفة ، هذا قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهو على قوله أول بيت وضعت فيه البركة والهدى مقام إبراهيم . وقال الحسن : هو أول مسجد عبد الله فيه في الأرض . وقال ابن عمر : هو أول بيت وضع في الأرض ، خلق الله البيت قبل الأرض بألفي سنة ، وكان إذ كان عرشه على الماء على زبد وبيضاء فدحيت الأرض من تحته . وقال مجاهد : أول بيت خلق الله : الكعبة ، ثم دحا الأرض من تحتها ، وقاله السدي . وقيل : إن موضع الكعبة موضع أول بيت وضعه الله في الأرض . وقال قتادة : هبط البيت مع آدم حين هبط ، يطوف حوله كما يطاف حول العرش ثم رفعه الله في الطواف فصار معموراً في السماء ، ثم إن إبراهيم تتبع منه أساساً حين أمره تعالى ببنائه فبناه على أساس قديم . ومعنى وضع للناس [ أي ] : لعبادة الله . وسئل النبي عليه السلام عن أول مسجد وضع ؟ فقال : " المسجد الحرام ، ثم مسجد بيت المقدس وكان بينهما أربعون سنة " . وبكة : حول البيت مع الطواف ( من ) قولهم بكه : إذا زحمه ، فسميت بذلك البقعة للازدحام [ الذي يكون ] فيها وما عدا ذلك في خارج المسجد : مكة . قال ابن شهاب : بكة البيت والمسجد ، ومكة الحرم كله . وقال مالك : بكة موضع البيت ، ومكة غيره من المواضع . قال ابن القاسم : يريد القرية . وروي عن ابن وهب أنه قال : بكة موضع البيت ، ومكة ما حول البيت من المواضع . وقيل : إنما سميت مكة لأنها تبك أعناق الجبابرة إذا أحدثوا فيها . قال مقاتل : بكة ما بين الجبلين ، ومكة الحرم كله وإنما سميت بمكة لأنها تمك المخ من العظم أي تمحقه لما يحتاج ( إليه ) الإنسان من السعي والطواف والعمل . يقال : مككت العظم إذا أخرجت ما فيه . وقيل : سميت مكة لأن الناس كانوا يمكون ، ويضجون فيها من قوله : { وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ ٱلْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً } [ الأنفال : 35 ] يقول : تصفيق وصفير . وقال الضحاك : بكة هي مكة ، وعلى ذلك أهل اللغة أن الميم بدل من الباء كما يقال : لازب ، ولازم وسبل شعره وسمله إذا استأصله . وسميت بكة لأن الناس يتباكون حولها الرجال والنساء يعني يزدحمون ، وقيل سميت بذلك لأنها تبك أعناق الجبابرة .