Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 1-6)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى ذكره : { الۤـمۤ * تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ } إلى قوله : { عَذَابٌ مُّهِينٌ } . أي : هذه الآيات آيات الكتاب المحكم هادياً وراحماً الله به من آمن بالله وكتبه ورسله . وإن رفعت " رحمة " . فالتقدير هو هدى ورحمة لمن أحسن لنفسه فآمن بالله وكتبه ورسله . ثم قال : { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ } أي : يقيمونها بحدودها في أوقاتها . { وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } أي : التي افترض الله عليهم . { وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } أي : يصدقون بالبعث بعد الموت والجزاء . ثم قال تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ } أي : على إيمان . { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } أي : الباقون في النعيم / الفائزون . ثم قال جل ذكره : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ } . قال قتادة : معناه : من يختاره ويستحسنه يعني الغناء . وروي عنه أنه قال : لعله لا ينفق فيه مالاً ولكن اشتراؤه استحبابه . وكذلك قال مطرف . وقال ابن مسعود في الآية : " الغِنَاءُ والله الذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ، يُرَدِّدُهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ " . " والغِنَاءُ يُنْبِتُ فِي الْقَلْبِ النِّفَاق " . وقال ابن عباس : " هُوَ الرَّجُلُ يَشْتَرِي الجَارِيَّةَ المُغَنِّيَة تُغَنِّيهِ لَيْلاً وَنَهاراً " . وروى أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لاَ يَحِلُّ بَيْعُ المُغَنِّيَاتِ وَلاَ شِرَاؤُهُنَّ وَلاَ التِّجَارَةُ بِِهِنَّ وَلاَ أَثْمَانُهُنَّ ، وَفِيهِنَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الآية " وَمِنَ النَّاسِ … " " . روى أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ جَلَسَ إِلَى قَيْنَةٍ يَسْتَمِعُ مِنْهَا صُبَّ فِي أُذُنَيْهِ الآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " . وروى مالك عن ابن المنكدر أنه قال : " إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : " أَيْنَ الذِينَ كَانُوا يُنَزِّهُونَ أَسْمَاعُهُمْ وَأَنْفُسَهُمْ عَنِ اللَّهْوِ وَمَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ ، أَدْخِلُوهُمْ فِي رِيَّاضِ المِسْكِ . ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلاَئِكَةِ : أَسْمِعُوهُمْ حَمْدِي وَثَنَاءً عَلَي وَأَخْبِرُوهُمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ " " . روت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ مَاتَ وَعِنْدَهُ جَارِيَةٌ مُغَنِّيَةٌ فَلاَ تُصَلُّوا عَلَيْهِ " رواه مكحول عنها . وقال ابن عمر : هو الغناء ، وكذلك قال عكرمة ومكحول وغيرهم . والتقدير على هذا : ومن الناس من يشتري ذات لهو أو ذا لهو . وعن الضحاك : إن لهو الحديث : الشرك . ورواه عنه جويبر أنه قال : الغناءُ مَهْلَكَةٌ للمال مَسْخَطَةٌ للرب مَعْمَاة للقلب . وسئل القاسم بن محمد عنه فقال : الغناء باطل ، والباطل في النار . وقال معمر : هذه الآية نزلت في النضر بن الحارث كان يشتري الكتب التي فيها أخبار فارس والروم ، ويقول : محمد يحدثكم عن عاد وثمود وأنا أحدثكم عن فارس والروم ، ويستهزئ بالقرآن إذا سمعه . وروى ابن جريج عن مجاهد في لهو الحديث : أنه الطبل . ثم قال : { لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي : عن دين الله ، وما يقرب إليه . وقال ابن عباس : عن القرآن وَذِكْرِ الله ، وهو رجل من قريش اشترى جارية مغنية . وقوله : { بِغَيْرِ عِلْمٍ } أي : جعلا منه بأمر الله فعل ذلك . ثم قال : { وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً } أي : ويتخذ سبيل الله هزؤاً . قاله مجاهد . وقال قتادة : ويتخذ الآيات هُزُؤاً . { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } أي : في الآخرة .