Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 176-182)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله ( تعالى ذكره ) : { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } إلى آخر السورة . أي : أفبنزول عذابنا يستعجلون ، وهذا قولهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، متى هذا الوعد . ثم قال : { فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ } أي : نزل بهم العذاب . والعرب تقول نزل بساحة فلان العذاب وبِعُقُوتِهِ إذا نزل به ، والساحة فناء الدار . وقوله : { فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } أي فبئس الصباح صباح القوم الذين أُنْذِرُوا بأس الله فلم يتعظوا . قال السدي : " بساحتهم " بدارهم . قال أبو إسحاق : كان عذاب هؤلاء بالقتل . يعني ( يوم ) بدر . وقيل : الحين الأول : إلى حين ينصرك الله عليهم فيهلكهم بأيدي أصحابك ، والحين الثاني : قيام الساعة بعذابهم في الآخرة . فهو قوله : " فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين " ، أي : إذا نزل العذاب بالسيف عليهم ، ثم قال له بعد نزول السيف " فتول / عنهم حتى حين " أي : إلى الوقت . ثم قال : { وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ } أي : أعرض عنهم يا محمد حتى يأذن الله بهلاكهم يوم بدر . وقيل : بالموت . وقيل : في الآخرة . [ ثم قال : { وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } أي : أنظرهم وأخرهم فسوف يرون ما يحل بهم في الآخرة ] . ثم قال : { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ } أي : تنزيهاً وبراءة لربك يا محمد من السوء ، { رَبِّ ٱلْعِزَّةِ } أي : رب القوة والبطش ، عما يصفونه من اتخاذ الأولاد وشركهم وافترائهم على ربهم . وسئل محمد بن سحنون عن قوله تعالى : { رَبِّ ٱلْعِزَّةِ } - والعزة صفة من صفات ذاته تعالى كالقدرة والعلم ، ولا يقال : رب القدرة ولا رب العلم - فقال : إن العزة تكون صفة فعل وصفة ذات نحو قوله : ( فلله العزة ) فهذه صفة ذات ، ونحو قوله : " رَبِّ الْعِزَّة " فهذه صفة فعل ، أي العزة التي يتعازز بها الخلق فيما بينهم الله خلقها . فرب العزة معناه : خالق العزة التي يتعزز بها الناس فيما بينهم . قال محمد بن سحنون : وجاء في التفسير أن العزة في قوله : " رب العزة " : الملائكة ، فصارت مربوبة ، وكل ما كان مربوباً فهو فعل لله . فالعزة في هذا الموضع : الملائكة كما قال أهل العلم . قال محمد : وقال بعض علمائنا : من حلف بعزة الله ، فإن أراد عزة الله التي ( هي ) صفته ففيه الكفارة إن حنث ، وإن أراد العزة التي جعلها الله بين العباد عزة فحنث فلا كفارة عليه ولا يجور رب القدرة ، ولا رب العظمة لأنها صفات ذات غير مربوبة . هذا معنى قول محمد بن سحنون مشروحاً مبيناً . قوله : { وَسَلاَمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ } أي : وأمنة من الله جل ذكره للمرسلين من فزع العذاب الأكبر . روى قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إِذَا سَلَّمْتُمْ عَلَيَّ فَسَلِّمُوا عَلَى المُرْسَلِينَ ، فَإِنَّمَا أَنَا رَسُولٌ مِنَ المُرْسَلِينَ " . ثم قال : { وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } أي : الحمد من جميع الخلق لله خالصاً ، رب الثقلين : الإنس والجن . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " مَنْ قَالَ : { وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلاَمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ } فَقَدِ اكْتَالَ بِالجَرِيبِ الأَوْفى " . يعني من الأجر والثواب . وروى الخدري عنه أنه كان يقولها في دبر صلاته .