Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 103-103)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَإِذَا قَضَيْتُمُ ٱلصَّلَٰوةَ … } الآية . المعنى : إن الله تعالى أمرهم بذكره بعد الفرائض من الصلاة التي قد بينها لهم إرادة البركة بالذكر ليكون سبب النصر على الأعداء والفتح ، ونظيره قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ } [ الأنفال : 45 ] . قوله : { فَإِذَا ٱطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ } [ أي : فإذا سكن خوفكم ، فأقيموا الصلاة ] بتمامها في أوقاتها كما فرضت عليكم . فالمعنى : عند من جعل القصر في صلاة الخوف هو النقص من تمام السجود والركوع لا من العدد : فإذا أمنتم في سفركم ، فأتموا الركوع والسجود ، قاله السدي وهو اختيار الطبري . والمعنى عند من لم ير ذلك : فإذا اطمأننتم في أمصاركم ودوركم ، فأقيموا الصلاة التي أمرتم أن تقصروها في حال خوفكم وسفركم ، قال ذلك مجاهد وقتادة . وقال ابن يزيد : المعنى : فإذا اطمأننتم من عدوكم فصلوا الصلاة ، ولا تصلوها ركباناً ، ولا مشاة ولا جلوساً فهو إقامتها . قوله : { كِتَٰباً مَّوْقُوتاً } أي : فريضة مفروضة قاله ابن عباس ومجاهد وغيرهما . وقال قتادة : { كِتَٰباً مَّوْقُوتاً } منجماً يؤديها في أنجمها أي : في أوقاتها . وقيل : معنى { مَّوْقُوتاً } محتوماً لا بد من أدائها بتمامها في أوقاتها . وقال ابن مسعود : إن للصلاة وقتاً كوقت الحج . وقال زيد بن أسلم : " كتاباً موقتاً " أي منجماً . كلما [ مضى ] نجم أي : كلما [ مضى ] وقت جاء وقت . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليس بين العبد والكافر إلا ترك الصلاة " . وقال : " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، من تركها فقد كفر " . وقال النخعي وابن المبارك وأحمد وإسحاق : من ترك الصلاة عامداً حتى خرج وقتها بغير [ عذر ] فهو كافر ، ويستتاب فإن تاب وإلا قتل ، ولم يسمه مالك كافراً ، ولكن قال : يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل ، وكذلك قال الشافعي . وروي أنه يستتاب ثلاثاً فإن صلى وإلا قتل . وقال الزهري : يضرب ويسجن إلا أن يكون ابتدع ديناً غير دين الإسلام ، فإنه يقتل إن لم يتب .