Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 104-104)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلاَ تَهِنُواْ فِي ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ … } الآية . قرأ عبد الرحمن الأعرج : أن تكونوا تالمون بفتح إن على معنى لأن تكونوا أي : لا تهنوا من [ أجل ] ألمكم ، ، أي لا تضعفوا عن عدوكم من أجل ما أصابكم من الجراح ، والتعب فإنهم قد أصابهم مثل ما أصابكم ، ولكم عليهم فضيلة ، وهي أنكم ترجون من الله الجنة في الآخرة ، والأجر والخلاص من النار ، وترجون الغنيمة في الدنيا وهم لا يرجون جنة ولا أجراً ، ولا يأمنون من عذاب ، فأنتم أيها المؤمنون أولى ألا تضعفوا وأن تصبروا على عدوكم . وقيل : معنى ترجون هنا : تخافون . وقيل : لا يكون الرجاء بمعنى الخوف إلا إذا تقدمه جحد ، كقوله : { مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } [ نوح : 13 ] أي : لا تخافون الله عظمة . والرجاء هنا بمعنى الأمل أحسن وأقوم . ومعنى : { ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ } في طلبهم فقال عكرمة نزلت يوم أحد { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ } [ آل عمران : 140 ] ونزلت { إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ } . قال ابن عباس : " لما صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد الجبل جاء أبو سفيان فقال : يا محمد : ألا تخرج ؟ ألا تخرج ؟ الحرب سجال ، يوم لنا ويوم لكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أجيبوا - " ، فقالوا : لا سواء ، لا سواء ، قتلانا في الجنة ، وقتلاكم في النار ، فقال أبو سفيان : عزى لنا ولا عزى لكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا : إن الله مولانا ولا مولى لكم . قال أبو سفيان : أُعْلُ هبل ، أُعْلُ هبل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قولوا ) : [ الله ] أعلى وأجل " . قال أبو سفيان : موعدنا وموعدكم بدر الصغرى ، وكان بالمسلمين جراح . فقاموا وبهم الجراح . قوله : { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً } أي : لم يزل عالماً بمصالح خلقه . { حَكِيماً } أي : حكيماً في تدبيره وتقديره .