Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 115-116)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ … } الآية . المعنى : من يباين الرسول من بعدما تبين له أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن ما جاء به الحق { وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي غير طريقهم ، ومنهاجهم ، وهو التصديق بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما [ جاء به ] { نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ } أي : نجعل ناصره من استنصر به واستعان به من الأوثان والأصنام . وقال مجاهد : { نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ } : نتركه وما يعبد . وقيل : نتركه واختياره . { وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ } أي نجزه بها . { وَسَآءَتْ مَصِيراً } أي ساءت جهنم مصيراً ، وهو الموضع الذي يصير إليه . ونزلت هذه الآية أيضاً في الخائنين الذين تقدم ذكرهم لما أبى التوبة طعمة بن الأُبيرق ، لحق بالمشركين من عبدة الأوثان مرتداً عن الإسلام ، فهو [ من ] الذين شاقوا الرسول من بعد أن كان مؤمناً ، واتبع غير طريق المؤمنين . ورجع إلى عبادة الأصنام ، فقال الله عز وجل : { نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ } . " وجهنم " : في قول بعض اللغويين اسم مختلق للنار ، لا يعرف له اشتقاق ، ومُنِع من الصرف للتعريف والعجمة . وقال أكثرهم : هو اسم عربي مشتق من قول العرب : هذه رِكية جهنام : إذا كانت بعيدة القعر ، فسميت النار جهنم لبعد قعرها ، ومنعت من الصرف على هذا القول للتعريف والتأنيث . ولما مات ابن الأبيرق مقتولاً من أجل السرق الذي سرق بعد ارتداده ، أنزل الله عز وجل { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ } إلى قوله : { فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً } معناه : إن الله لا يغفر لطعمة إذ أشرك به ، ومات على شركه ، ولا لمن هو مثله ، { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ } يعني أن طعمة لولا أنه أشرك ومات على شركه لكان في مشيئة الله سبحانه على ما سلف من خيانته ومعصيته . { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ } أي : من يجعل له في عبادته شريكاً فقد ذهب عن طريق الحق ، وزال عن قصد السبيل ذهاباً بعيداً .