Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 117-121)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَٰثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَٰناً مَّرِيداً … } الآية . المعنى : إن الله أخبر عما يعبد الذين ذهب إليهم طعمة ، وصار على دينهم وهم كفار قريش . ومعنى : { إِنَٰثاً } اللات والعزى ومناة ونائلة ، فسمى هذا إناثاً لأن المشركين سموها بأسماء الإناث ، قاله السدي وابن زيد . وقال الحسن : الإناث هنا . المرأة حجر أو خشب . وقال الضحاك : قوله : { إِنَٰثاً } هو أن المشركين كانوا يَدَّعون أن الملائكة بنات الله تعالى الله أن يكون له ولد . وقيل : إنهم كانوا يقولون لأصنامهم أنثى بني فلان ، فأنزل الله ذلك كذلك على نحو تسميتهم لها . وقال مجاهد : { إِنَٰثاً } أي إلا أوثاناً . وفي مصحف عائشة إلا أوثاناً . وكان ابن عباس يقرأ [ أُثُنا ] جمع [ وثن وأصل الهمزة على هذا واو مثل إخوة ، وحقيقة هذا الجمع أنه جمع وثنا على ] وثان كجمل وجمال ، ثم جمع وثاناً على وُثُن كمثال ومُثُل ثم أبدل من الواو همزة . قوله : { وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَٰناً مَّرِيداً } أي ما يدعون إلا شيطاناً متمرداً على الله سبحانه ، والمتمرد الخارج عن الخير . والمريد : العاتي { لَّعَنَهُ ٱللَّهُ } أي قد لعنه الله أي : أخزاه وأبعده من كل خير . وقال { لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً } أي معلوماً . قال الشيطان إذ لعنه الله : لأتخذن منهم بإغوائي إياهم عن طريق الحق نصيباً مفروضاً ، أي : معلوماً ، وقال الشيطان أيضاً : { وَلأُضِلَّنَّهُمْ } أي : عن الحق إلى الكفر { وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ } أي ولأزيغنهم بما أجعله في نفوسهم من الأماني عن طاعتك ( و ) توحيدك إلى طاعتي . وقيل : المعنى : أمنيهم طول الحياة وتأخير التوبة مع الإصرار على المعاصي . { وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ ٱلأَنْعَٰمِ } أي : لآمرنهم أن يشرعوا غير ما شرعت لهم فأجعلهم يقطعون [ آذان الأنعام ، وهي البَحيرة كانوا يقطعون ] آذانها لطواغيتهم ، وهو دين شرعه لهم إبليس . والبَحيرة كانت عندهم : الشاة أو الناقة إذا أنتجت خمسة أبطن شقوا آذانها ، ولم ينتفعوا بها . والبتك : القطع . { وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ } الآية . ( قيل : إخصاء البهائم ، قاله عكرمة وسفيان ) . وقال ابن عباس : { فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ } دين الله ، قاله مجاهد . وروي عن قتادة والحسن والضحاك { خَلْقَ ٱللَّهِ } الفطرة دين الله . وقيل : { فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ } هو : الوشم . وقيل : معنى : { فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ } هو أن الله خلق الشمس والقمر ، والحجارة للمنفعة [ بها ] فحولوا ذلك ، وعبدوها من دون الله . وكان الطبري يختار قول من قال : المعنى دين الله ، لقول الله تبارك وتعالى : { فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا } [ الروم : 30 ] وقوله { لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ [ ٱللَّهِ ] } [ الروم : 30 ] أي : دينه يدل عليه قوله : { ذَلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ } [ الروم : 30 ] . قوله : { وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيْطَٰنَ وَلِيّاً مِّن دُونِ ٱللَّهِ } أي : يطيعه في معصية الله سبحانه { فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً } أي : هلك هلاكاً ظاهراً . وقوله : { يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ } أي : يعد أولياءه ، ويمنيهم الظفر [ على ] من حاول خلافهم { وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } أي : باطلاً لأنه يقول لهم يوم القيامة { إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ … } [ إبراهيم : 22 ] الآية . وقيل معنى : { يَعِدُهُمْ } أي : يعدهم الرياسة والجاه والمال . قوله : { فَأُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً } أي : أولئك الذين اتخذوا الشيطان ولياً { مَأْوَاهُمْ } أي : مصيرهم إليها { جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً } أي : لا يجدون عن جهنم إذا صيرهم الله إليها معدلاً يعدلون إليه ، ولا محيداً . يقال : حاص فلان عن الأمر إذا عدل عنه وحاد . وحكى جاص بالجيم والصد المعجمة بمعنى جاص في الكلام لا في القرآن .