Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 171-171)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ … } الآية . معنى { وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ } : أي : آلهتنا ثلاثة . { ٱنتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ } نصب { خَيْراً } عند سيبويه على إضمار فعل دل عليه الكلام لأنه أمرهم بالانتهاء عن الكفر والدخول في الإيمان ، فالمعنى : وأتوا خيراً لكم . قال : لأنك إذا قلت أنتم فأنت تخرجه من شيء ، وتدخله في آخر ، ومثله عنده . @ قواعد من سر حتى ملك أو الربا بينهما أسهلا @@ والمعنى : وآت أسهلا . ومذهب أبي عبيدة أنه خبر كان ، والتقدير يكن خيراً لكم ، ورد ذلك المبرد لأنه يضمر الشرط وإضماره لا يحسن . ومذهب الفراء أنه نعت لمصدر محذوف كأنه قال : انتهوا انتهاء خيراً لكم . قوله : { سُبْحَانَهُ } انتصب انتصاب المصدر . و { أَن يَكُونَ } إن في موضع [ نصب ] بحذف الخافض المحذوف ، [ والتقدير على أن يكون ، وقد قيل : في موضع خفض بإعمال الخافض المحذوف ] . ومعنى الآية : أنها خطاب للنصارى . فمعنى : { لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ } أي : " لا تجاوزوا الحق في دينكم . { وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ [ إِلاَّ ٱلْحَقَّ ] } أي : لا تقولوا في عيسى إلا الحق فإن قولكم في عيسى غير الحق إذ تقولون إنه : ابن الله ، فهذا قولهم على الله غير الحق . و { ٱلْمَسِيحُ } فعيل بمعنى مفعول بمعنى ممسوح وسمي بذلك لأن الله مسحه من الذنوب والأدناس . وقد قيل : إنها لفظة أعجمية أصلها مشيحا فأعرب فقيل المسيح ، وقد ذكرنا ذلك في غير هذا الموضع بأشبع من هذا التفسير . ومعنى : { وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ } الكلمة هنا الرسالة التي أمر الله ملائكته أن تأتي بها مريم مبشرة من الله لها التي ذكرها الله في آل عمران . قال قتادة : كلمة [ قوله ] { كُنْ فَيَكُونُ } . ومعنى : { أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ } أعلمها بها وأخبرها ، كما تقول : ألقيت إليك كلمة حسنة ، بمعنى أعلمتك ، بها . ومعنى : { وَرُوحٌ مِّنْهُ } أي : ونفخ منه ، وذلك أنه حدث عيسى في بطن أمه بأمر الله ، وتقديره من غير ذكر من نفخة جبريل عليه السلام في درع مريم بأمر الله إياه ، فنسبه تعالى إليه لأنه عن أمره كان . وسمي النفخ روحاً : لأنه ريح تخرج من الروح . وقيل : معنى : { وَرُوحٌ مِّنْهُ } : أنه كان بإحياء الله إياه بقوله { كُنْ } فمعناه وحياة منه . وقيل : معنى : { وَرُوحٌ مِّنْهُ } ورحمة منه كما قال { وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ } [ المجادلة : 22 ] فمعنى برحمة منه أي جعله رحمة لمن تبعه وصدقه . كما قال : { وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلْنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا } [ مريم : 21 ] . وقال أُبي بن كعب [ في قوله ] { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } [ الأعراف : 172 ] الآية . قال : أخذهم فجعلهم أرواحاً ، ثم صورهم ثم ، استنطقهم ، فكان روح عيسى عليه السلام من تلك الأرواح التي أخذ عليها العهد ، والميثاق فأرسل تلك الروح إلى مريم ، فدخل في فيها فحملت فهو قوله { وَرُوحٌ مِّنْهُ } . وقيل : الروح في الآية معطوف على المضمر في { أَلْقَاهَا } والمضمر اسم الله ، والروح اسم جبريل كان تقديره : ألقى الله وجبريل الكلمة إلى مريم ، كما قال : { نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ } [ الشعراء : 193 ] وهو جبريل عليه السلام . وقيل معنى : { وَرُوحٌ مِّنْهُ } وبرهان منه لمن اتبعه ، وذلك ما أنزل عليه من كتابه ، وسمي البرهان روحاً ، لأنه يحيى به من قبله