Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 176-176)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي ٱلْكَلاَلَةِ … } الآية . قوله : { يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ } أي : كراهة أن تضلوا قاله المبرد . وقال الكسائي والفراء : المعنى : لئلا تضلوا . وروى ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يَدْعُوَنَّ أحدكم على ولده ، أن يوافق من الله إجابة " المعنى : لئلا يوافق . وقيل : المعنى : يبين الله لكم الضلالة لتجتنبوه . ومعنى الآية : أن عمر بن الخطاب سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكلالة ، فنزلت { يَسْتَفْتُونَكَ … } الآية . والكلالة من لا ولد له ولا والد من الموتى ، فهو اسم للميت الذي لم يترك ولداً ولا والداً . وقيل : الكلالة اسم للورثة الذين لا ولد فيهم ولا والد ، وقد مضى ذكر هذا بأشبع من هذا . وقيل : إنها نزلت في جابر بن عبد الله عاده النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه ، قال جابر : فقلت يا رسول الله : كيف أقضي في مالي ؟ وكان له تسع أخوات ولم يكن له ولد ولا والد ، قال : فلم يجبني النبي صلى الله عليه وسلم بشيء حتى نزلت آية الميراث { يَسْتَفْتُونَكَ } الآية . وقال الفراء وأنس : هي آخر آية نزلت من القرآن . وقال جابر : نزلت في المدينة . وقيل نزلت في سفر كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم ومعنى حكمها : أن من مات لا ولد له ولا والد { وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ } إن مات وليس لها ولد ولا والد ، وللاثنين فأكثر من أخيهما الثلثان . فإن ترك إخوة ذكوراً وإناثاً { فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلأُنثَيَيْنِ } والأخ للأب يقوم مقام الأخ للأب والأم عند عدمه ، وكذلك الأخت . وقوله : { فَإِن كَانَتَا ٱثْنَتَيْنِ } فيه قولان : قال الأخفش : التقدير : فإن كان من ترك اثنتين ثم ثنى الضمير على معنى من . وقال المازني : فائدة الخبر هنا أنه لما قال { كَانَتَا } كان يجوز أن يكون الخبر صغيرين ، أو كبيرين ، فلما قال { ٱثْنَتَيْنِ } اشتمل على الصغير والكبير فأفاد ذلك .