Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 55-55)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَمِنْهُمْ مَّنْ آمَنَ بِهِ } الآية . المعنى : فمن أهل الكتاب الذين قيل لهم آمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم : من آمن بالله عز وجل . وقيل : بمحمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : بالقرآن وهو أبينها لقوله : { آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً } ثم قال { فَمِنْهُمْ مَّنْ آمَنَ بِهِ } أي : بما نزلنا ، وهو القرآن ، { وَمِنْهُمْ مَّن صَدَّ عَنْهُ } أي : لم يؤمن به . وقيل : { وَمِنْهُمْ مَّن صَدَّ عَنْهُ } أي : عن محمد صلى الله عليه وسلم ( أي ) : أعرض عنه ، وقيل : { مَّنْ آمَنَ بِهِ } : القرآن . قاله مجاهد ، وقيل : " به " بهذا الخبر . وذكر السدي في قصة طويلة أن إبراهيم صلوات الله عليه ، كان عنده طعام كثير بورك له فيه كسبه من زرع زرعه من قمح كونه من عند الله تعالى ، فكان الناس يأتونه في مجاعة يطلبون منهم شراء الطعام ، فيقول : هذا الطعام من آمن بالله فليأخذ منه ، ومن لا يؤمن بالله فلا شيء له ، وآمن بعض وأخذوا ، وامتنع قوم من الإيمان فلم يأخذوا ، فهو قوله تعالى : { فَمِنْهُمْ مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَّن صَدَّ عَنْهُ } . وفي هذه الآية دليل علي أن من لم يؤمن قد أخرت عقوبته التي توعد بها في قوله : { مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَآ } إلى يوم القيامة لإيمان من آمن منهم وهو قوله : { وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيراً } وإنما كان الوعيد لهم من الله جلت عظمته بالعقوبة على مقام جميعهم على الكفر ، فلما آمن بعضهم خرجوا عن الوعيد الذي توعدوا به في دار الدنيا ، وهو الطمس وأخرت عقوبة المقيمين على الكفر . وسعير : فعيل ، مصروف عن مفعوله كما قال : كف خضيب ، ولحية دهين ، والمسعورة : الموقودة بشدة التوقد ، والمعنى وكفى بجهنم سعيراً لمن صد عنه ، أي : أعرض عن محمد صلى الله عليه وسلم ، وما جاء به .