Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 79-79)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مَّآ أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ … } الآية . قال الأخفش : { مَّآ } بمعنى الذي . وقيل : { مَّآ } للشرط . والمعنى : ما أصابك يا محمد من خصب ورخاء وصحة وسلامة ، فبفضل الله عليك وإحسانه ، وما أصابك من جدب وشدة وسقم وألم ، فبذنب أتيته عوقبت به ، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد أمته ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ما يصيب الرجل من خدش من عود ولا غيره إلا بذنب ، وما يغفر الله عز وجل أكثر " . وقال ابن عباس : الحسنة هنا فتح بدر وغنيمتها ، والسيئة ما أصابه يوم أحد عوقبوا عند خلاف الرماة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان ما عوقب به بذنوبهم التي اجترحوها ، فهو قوله { فَمِن نَّفْسِكَ } قال أبو زيد : " وقوله في آل عمران " : { قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ } [ آل عمران : 165 ] معناه بذنوبكم وهو بهذا المعنى . وقرأ ابن عباس : فمن نفسك وأنا كتبتها عليك وكذلك هي قراءة عبد الله بن مسعود . وعن ابن عباس أن الآية نزلت في قصة أحد تقول : ما فتحت عليك يا محمد من فتح فمني وما كانت من نكبة فمن ذنبك وأنا قدرت ذلك عليك . وقد ذكر النحاس : أن القول محذوف من الآية والتقدير { لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً } يقول ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة من نفسك [ أي : بشؤمك ] . وذكر ابن الأنباري قولاً ثالثاً : أن المعنى : ما أصابك الله به من حسنة فمنه ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك ] أي : بذنبك فالفعلان من الله عز وجل ، وهذا يرجع إلى القول الأول . وذكر فيه قولاً رابعاً : وهو أن يقدر ألف الاستفهام محذوفة والتقدير : وما أصابك من سيئة . أفمن نفسك ؟ كما قال : { وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا ( عَلَيَّ ) } [ الشعراء : 22 ] على معنى : وتلك نعمة كما قال في قوله تعالى : { فَلَمَّآ رَأَى ٱلْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي } [ الأنعام : 77 ] أي : هذا ربي لأنه لم يوجب أنه ربه وإنما قال هذا ربي على سبيل الاستخبار . قال نفطوية : أصل السيئة ما يسوؤك ، فالمعنى وما أصابك من أمر يسوؤك فهو بذنبك وذلك أمر من الله . وقال الضحاك عن ابن عباس : الحسنة هنا ما أصاب المسلمين من الظفر يوم بدر ، والسيئات ما نكبوا به يوم أحد . قوله : { وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً } الآية . رسولاً : مصدر مؤكد لأرسلناك ، ودخلت " من " في قوله : { مَّآ أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ } كما تدخل مع حروف الشرط تقول : إن يكرمني من أحد أكرمه ، فتدخل من لأنه غير واجب كما تدخل في النفي إذا هو غير واجب ، ولكنها تلزم في الشرط في مثل هذا .