Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 85-85)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مَّن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا } الآية . المعنى : من يشفع لأخيه شفاعة حسنة يكن له نصيب منها في الآخرة ، أي : حظ { وَمَن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا } أي : إثم منها في الآخرة . وقال مجاهد : هو شفاعة الناس بعضهم لبعض ، وقاله الحسن وابن زيد وغيرهم . وقال الطبري : " المعنى : من يشفع وتراً لأصحابك يا محمد في جهاد عدوهم يكن له نصيب منها : حظاً في الآخرة ، ومن يشفع وتراً لكافرين يكن له كفل منها أي : وزر وإثم في الآخرة . وإنما اختار ذلك لأنه في سياق الآية التي حض الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم على القتال فيها ، وحضه على أن يحرض المؤمنين على القتال معه ، فصارت هذه الآية وعداً لمن أجاب تحريض رسول الله صلى الله عليه وسلم على القتال ، وكان ذلك أشبه عنده من شفاعة الناس بعضهم لبعض إذ لم يجر له ذكر قبل ولا بعد . والكفل والنصيب عند أهل اللغة سواء ، قال تعالى : { يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ } [ الحديد : 28 ] أي : نصيبين ، والنصيب قد يكون خيراً أو شراً . وقال الحسن : الشفاعة الحسنة ما يجوز في الدين ، والشفاعة السيئة ما لا يجوز في الدين . وقال الحسن : من يشفع شفاعة حسنة كان له أجرها وإن لم يُشَفَّع . وروي أن قوله : { وَمَن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا } نزل في اليهود كانوا يدعون على المؤمنين في الغيبة بالهلاك ، ويقولون لهم في الحضور : السام عليكم ، وهو دعاء أيضاً ، ثم أتْبع ذلك بقوله : { وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ } وهو : السلام . والمقيت : الحفيظ عند ابن عباس . وقيل : الشهيد ، قاله مجاهد . وقال السدي : المقيت : القدير وهو اختيار الطبري . وقال الكسائي : مقيتاً مقتدراً . وقال أبو عبيدة : المقيت : الحافظ المحيط . وقال ابن جريج : المقيت القائم على كل شيء رواه عن ابن كثير . وقال بعضهم :