Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 14-14)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { وَمِنَ ٱلَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ } الآية . هذا في الإعراب كقولك " من زيد أخذت درهمه " وهو حسن ، ولو قلت : " درهمه من زيد ( " أخذت " ، و " ميثاقهم من الذين قالوا إنا نصارى أخذنا " ، و " أخذت درهمه من زيد " ) ، و " ( ألْيَنَهَا لبِست من الثياب ) " ، لم يجز [ لتقدم ] المضمر على المظهر . ومعنى الآية : أن الله تعالى أعلمنا أنه أخذ أيضاً من النصارى ميثاقهم ، فسلكوا مسلك اليهود ، فبدلوا ونقضوا وتركوا حظهم الذي ذكّروا به من الإنجيل مثل اليهود . وقوله : { فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ ٱلْعَدَاوَةَ } أي : حرضنا وألقينا . وهي الأهواء المختلفة والتباغض والخصومات في الدين التي بين اليهود والنصارى . وقيل : بين النصارى بعضهم مع بعض ، وبين اليهود بعضهم مع بعض . والهاء والميم في { بَيْنَهُمُ } تعود على اليهود والنصارى . وقيل : على النصارى ، لأنهم قد افترقوا فرقاً منهم : النسطورية واليعقوبية و [ الملكانية ] وغير ذلك ، فالعداوة بين بعضهم مع بعض .