Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 13-13)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ } الآية . ( ما ) زائدة مؤكدة للقصة ، أو نكرة . و { نَقْضِهِم } بدل منها . و { قَاسِيَةً } و ( قسِيّة ) لغتان ، كعالم وعليم ، ويؤيد قراءة { قَٰسِيَةً } قوله : { فَوَيْلٌ لِّلْقَٰسِيَةِ قُلُوبُهُمْ } [ الزمر : 22 ] . ويؤيد قَرَأَةَ ( قسية ) أن " فعيلاً " أبلغ - في المدح والذم - من " فاعل " ، فعليم أبلغ من عالم ، وسميع أبلغ من سامع ، فالمعنى : من أجل نقضهم للميثاق - للذي أخذ عليهم - لعنهم الله ، أي : أبعدهم من رحمته ، وجعل ( الله ) قلوبهم قسية ، أي : غليظة [ نابية ] عن الإيمان والتوفيق بطاعة الله . والقاسية والعاتية : واحد . وقوله : { يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ } أخبر الله عز وجل عن فعلهم أنهم يبدلون ما في التوراة ويكتبون بأيديهم غير الذي أنزله الله ، ويقولون لجهالهم : هذا كلام الله . وهذا من صفة القرون ( التي ) كانت بعد موسى من اليهود ، ومنهم من أدرك عصر نبينا ، فأخبره الله عنهم بما [ يعملون ] ، وأدخلهم في ذكر ما كانوا قبلهم إذ كانوا من أبنائهم وعلى منهاجهم . وقيل : معنى { يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ } يتأولونه على غير تأويله . وقيل : معنى { [ وَجَعَلْنَا ] قُلُوبَهُمْ قَٰسِيَةً } : ( أي وصفناهم بهذا ) . وقوله : " { وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ } أي : تركوا نصيباً مما أُمِرُوا بِهِ " . قال الحسن : تركوا عُرى دينهم ، أي : تركوا ( الأخذ والعمل ) بالتوراة . وقوله : { وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ } أي : لا تزال يا محمد تطلع من اليهود - الذين نقضوا الميثاق - على خيانة { إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ } ، والخائنة ، الخيانة ، وضع الاسم موضع المصدر ، كقولهم " خاطئة " في موضع " خطيئة " و " قائلة " في " قيلولة " . وقيل : ( التقدير ) : على فرقة خائنة . وقيل على رجل خائنة ، كما يقال : رجل راوية ، يريد : لا تزال يا محمد تطلع على مثل الذين هموا بقتلك . وقيل : المعنى على نسمة خائنة منهم . ويجوز أن يكون التقدير : على فرقةٍ خائنة ، أو : على طائفة خائنة . وقيل : الهاء للمبالغة ، وقيل : ( المعنى ) : على خائن منهم . { فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱصْفَحْ } : أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعفو عن هؤلاء الذين أرادوا قتله من اليهود . وقال قتادة : هي منسوخة بآية القتال في " براءة " . وقيل : هي منسوخة بقوله : { وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَٱنْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ } [ الأنفال : 58 ] . وقيل : المعنى : فاعف عنهم واصفح ما دام / بينك وبينهم ذمة وعهد .