Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 52-52)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ [ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ ] } الآية . هذه الآية بيان لما في الآية التي قبلها ، والمعنى : ترى قوماً في قلوبهم مرض يسارعون في ولاية اليهود والنصارى ، { يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ } أي : تكون الدائرة علينا ، فيوالون اليهود والنصارى لضُعْفِ إيمانهم . وقيل : يعني بذلك عبد الله بن أبي بن سلول المنافق . وقال مجاهد : كان المنافقون يَصَانِعُونَ اليهود ويَسْتَرْضُونَهم ويستعرضون أولادهم يقولون : نخشى أن تكون الدائرة لليهود ، وفيهم نزلت الآية ، وكذالك قال قتادة . قال ابن عباس : معنى قولهم : { نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ } ( أي ) : نخشى ( ألا يدوم ) الأمر لمحمد ويغلب علينا المشركون . وقيل : يراد بها عبد الله بن أبيّ المنافق وأصحابه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل في طلب بني / قَيْنُقاع حتى أسرهم ، ولم يزل عبد الله بن أبي يسأل فيهم حتى خلاهم له وقال : خذهم لا بارك الله لك فيهم ، فماتوا حتى بقي منهم نافخ النار . وقيل : المعنى : نخشى أن يصيبنا قحط فلا يفضلوا علينا ، فيوالونهم لذلك . والأول أحسن لقوله : { فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِٱلْفَتْحِ } أي : بالنصر . ( و ) قال ابن عباس : فأتى الله بالفتح ، فَقُتِلَتْ مُقَاتِلَة قُريظَةَ ، وسُبِيَت ذراريهم ، وأُجْليَ بنو النضير . ومعنى { أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ } يخبر بأسماء المنافقين الذين يوالون اليهود والنصارى . { فَيُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ ( فِيۤ أَنْفُسِهِمْ ) } . ( من ) موالاة اليهود والنصارى { نَادِمِينَ } . وقيل : { أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ } إيجاب الجزية على اليهود والنصارى . وقيل معنى : { أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ } بالخصب . ومعنى : ( بالفتح ) : فتح مكة ، فيصبحوا نادمين إذا رأوا النصر . وقيل : الفتح : القضاء ، ومن قوله : { رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقِّ } [ الأعراف : 89 ] .