Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 80-80)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { تَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } الآية . المعنى : ترى يا محمد كثيراً من اليهود يوالون المشركين من عبدة الأوثان ويعادون أولياء الله قال مجاهد : يعني المنافقين . { لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } فـ ( أَنْ ) في موضع رفع ، فالذي قدمت لهم أنفسهم هو سَخَطُ الله بما فعلوا . { وَفِي ٱلْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ } / أي : مقيمون في الآخرة . المعنى ( لعنوا ) - عند أكثر المفسرين - : أبعدوا من رحمة الله فمسخوا بذنوبهم . ( و ) روى ابن حبيب في حديث يرفعه إلى النبي عليه السلام أنه قال : الممسوخ خمسة عشر صنفاً : الفيل ، والدب ، والضب ، والأرنب ، والعنكبوت ، والخنفساء ، والوطواط ، والعقرب ، والقنفذ ، والدعموص ، و [ الجريث ] ، والقردة ، ( و ) الخنازير ، وسُهَيْلٌ ، والزهرة . قيل : يا رسول الله ، فما كان سبب هؤلاء إذ مُسخوا ؟ ، فقال : أما الفيل فكان رجلاً لوطياً ، وكان ينكح البهائم ، لا يدع رطباً ولا يابساً ، فمسخه الله فيلاً . وأما الدب فكان ( رَجُلاً ) مؤنثاً يؤتى ، فمسخه الله دباً . وأما الضب فكان أعرابياً يسرق الحاج فمسخه الله ضباً . وأما الأرنب : فكانت امرأة [ قذرة ] لا تغتسل من حيض ولا غير ذلك ، فمسخها الله أرنباً . وأما الخنفساء : فكانت امرأة سحرت ضرتها فمسخها الله خنفساء . وأما العنكبوت فكانت امرأة عاصية لزوجها معرضة عنه ، مبغضة له ، فمسخها الله عنكبوتاً . وأما الوطواط : فكان رجلاً يسرق الرطب من رؤوس النخيل ليلاً ، فمسخه الله وطواطاً ، وأما القنفذ ، فكان رجلاً سيء الخلق ، فمسخه الله قنفذاً . وأما العقرب : فكان رجلاً همّازاً لا يسلم من لسانه أحد ، فمسخه الله عقرباً . وأما [ الدعموص ] فكان رجلاً نمَّاماً يفرق بين الأحبة ، فمسخه الله دعموصاً . وأما [ الجريث ] : فكان رجلاً ديوثاً يدعو الرجال إلى حليلته فمسخه الله [ جريثاً ] . وأما القردة : فالذين تعدوا في السبت من بني إسرائيل . وأما الخنازير : فالذين سألوا عيسى نزول المائدة ثم كانوا بعد نزولها أشد ما يكونوا تكذيباً . وأما سهيل : فرجل عَشَّار كان باليمن متعدّياً فمسخه الله شهاباً . - وروي أن ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ) يلعنه إذا رآه - . وأما الزهرة : فامرأة افتتن بها هاروت وماروت ، فمسخها الله شهاباً . وسورة المائدة : من آخر ما نزل من القرآن . وروي أن فيها إحدى وعشرين فريضة ليست في شيء من القرآن وهي : المنخنقة ، والموقوذة ، والمتردية ، والنطيحة ، وما أكل السبع إلا ما ذكيتم ، وما ذبح على النصب ، وأن تستقسموا بالأزلام ، وما علمتم من الجوارح مكلبين ، وطعام الذين أوتوا الكتاب حلٌّ لكم ، وطعامكم حلٌّ لهم ، { وَٱلْمُحْصَنَاتُ مِنَ ٱلْمُؤْمِنَاتِ } والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ، وتمام الطهور ، والسارق والسارقة ، وآية المحاربين ، ولا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ، وكفارة الإيمان ، وتحريم الخمر ، وتحريم الصيد في الحرم ، وما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ، وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : المائدة آخر سورة نزلت جملة ، فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه ، وما وجدتم فيها من حرام فحرموه . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " سورة المائدة تدعى في ملكوت الله : المنقذة ، تنقذ صاحبها من أيدي ملائكة العذاب وتخلصه " وقد اختلف هل فيها منسوخ ( أولا ) ، وقد ذكرنا ذلك في [ موضعه ] .