Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 90-90)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ } الآية . أخبر الله تعالى الذين أرادوا التحريم على أنفسهم - بعد أن نهاهم عن التحريم - أن الخمر والميسر - وهو الذي يتياسرونه - ، والأنصاب - وهي التي يذبحون عندها - ، والأزلام التي يقتسمون بها { رِجْسٌ } أي : إثم ونتن ، { مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَانِ } أي : مما زيَّنه الشيطان لكم وحسنه في أعينكم ، [ { فَٱجْتَنِبُوهُ } ] أي : فاتركوه وارفضوه { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } . والميسر : القمار . وسئل القاسم بن محمد عن الشطرنج والنرد ، ( فقال ) : هو ميسر ، وقال [ كل ما ] صد عن ذكر الله وعن الصلاة فهو ميسر . قال مالك : الميسر ميسران : ميسر اللهو ، وميسر القمار ، فمن ميسر اللهو النرد والشطرنج والملاهي كلها ، وميسر القمار هو ما يتخاطر الناس عليه . قال الأصمعي : الميسر كان في الجزور خاصة ، كانوا يقتسمونها على ثمانية وعشرين سهماً . وقال الشيباني : على عشرة أسهم . ثم يلقون القداح ويتقامرون على مقاديرها . " والأنصاب : حجارة كانوا يعبدونها في الجاهلية ، " والأزلام : القداح " . والرجس : كل عمل يقبح فعله ، ( وهو ) النتن . ( و ) قوله { فَٱجْتَنِبُوهُ } : الهاء تعود على " الرجس " . وقيل : تعود على " الخمر " . / وقيل : المعنى : فاجتنبوا هذا الفعل . وقيل : المعنى : فاجتنبوا ما ذكر . وذكر ابن المنكدر أن النبي عليه السلام قال : " مَن شَربَ الخمرَ ثُمّ لم يسكر ، أَعْرَضَ اللهُ عَنه أربعين ليلةً ، وإن أسكر لم يَقبَل اللهُ منه صَرْفاً ولا عَدلاً أربعين ليلة ، فإن مات فيها ، مات كعابد الأوثان ، وكان حقاً على الله أن يَسْقِيَه يوم القيامة من طينة الخَبال . قيل : يا رسول الله ، وما طينة الخبال ؟ قال : عُصارة أهل النار : القيح والدم " .