Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 91-91)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ٱلْعَدَاوَةَ } الآية . ( المعنى ) : إنما يريد الشيطان بكم شرب الخمر ليوقع بينكم العداوة والبغضاء { وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } أي : يصدكم بغلبة الخمر والميسر عليكم عن ذكر الله وعن الصلاة ، { فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ } أي : عن شرب الخمر . ويقال : إن عمر ذكر لرسول الله مكروه عاقبة الخمر ، فأنزل الله تحريمها . وروي أنه قال : اللهم بَيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت الآية في " البقرة " : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ } [ البقرة : 219 ] الآية ، فقُرِئت على عمر فقال : اللهم بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت التي في " النساء " : { لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَأَنْتُمْ سُكَٰرَىٰ } [ النساء : 43 ] الآية ، فكان النبي يقول إذا حضرت الصلاة : فلا يَقْرَبَن الصلاةَ سكران ، ( ودعي ) عمر فقرئت عليه ، فقال : اللّهمَ بيِّن لنا في الخمر بياناً شافياً ، فنزلت التي في " المائدة " : { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ } الآية [ إلى ) { فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ } ، فقال عمر : انتهينا ، انتهينا . وقيل : نزلت بسبب سعد بن أبي وقاص [ لاحى ] رجلاً على شراب فضربه بلَحْيَيْ جَمل ففزر أنفه فنزل ذلك . وكان الرجل في الجاهلية يقامر عن أهله وماله حتى يقعد حزيناً سليباً ، ينظر إلى ما له في يد غيره ، فيورث ذلك عداوة بينهم . فنهى الله عن ذلك ، وهو الميسر . وقال مصعب بن سعد : صنع رجل ( من الأنصار طعاماً ) ، فدعاني وأبي - سعداً - فشربنا الخمر قبل أن تحرم فانتثينا . فتفاخرنا ، فأخذ رجل من الأنصار لَحْيَي جزور فضرب به أنف سعد ففزره ، فنزل : { إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ } الآية . وقال ابن عباس : شرِب حيّان من الأنصار الخمر حتى سكروا ، فلما سكروا جرح بعضهم بعضاً ، فلما صَحَوْا ، جعل ( يرى الرجل ) الأثر في وجهه ورأسه ويقول : فعل هذا بي أخي فلان ! ، وكانوا إخوة لا ضغائن بينهم ، فصارت بينهم ضغائن ، فنزلت الآية بالتحريم .