Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 29-37)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَأَقْبَلَتِ ٱمْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ } إلى قوله { ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } الآيات . المعنى : فأقبلت امرأته سارة في صرة أي : في صيحة . ومعنى أقبلت : أخذت في فعل الأمر ، وليس هو بإقبال / نقلة من مكان . وهو كقول القائل ( أقبل فلان يشتمني ، أي : أخذ في ذلك ) . وقال قتادة : في صرة : في رنة . وقال ابن عباس ومجاهد وغيرهما : في صرة : في صيحة . وقال بعضهم تلك الصيحة هو قوله : " فصكت وجهها " . قال ابن عباس : لطمته . وقال السدي : لما بشر جبريل عليه السلام سارة بإسحاق ضربت وجهها تعجباً . وقال مجاهد : ضربت جبهتها تعجباً . وقال سفيان : وضعت يدها على جبهتها تعجباً . وقيل : إنما ضربت وجهها بأصابعها . ثم قال : { وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } أي : أنا عجوز عقيم فكيف ألد ، والعقيم التي لا تلد . { قَالُواْ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ } أي : قالت لها الرسل هكذا قال ربك ، أي : كما أخبرناك وقلنا لك . { قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْعَلِيمُ } أي : الحكيم في تدبيره خلقه ، العليم بمصالحهم ، وبما كان وبما هو كائن . ثم قال : { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } أي : قال إبراهيم للرسل : ما شأنكم أيها الرسل وما نبأكم ، قالوا : إنا أرسلنا ربنا إلى قوم مجرمين ، أي : كافرين . { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ } أي : من السماء نرسلها عليهم . ومعنى { مِّن طِينٍ } من أجر مسومة عند ربك : أي : معلمة . وقيل : معناه : مرسلة . من سومت الإبل : إذا أرسلتها . وقال ابن عباس مسومة : مختوم عليها ، يكون الحجر أبيض عليه نقطة سوداء ، ويكون أسود عليه نقطة بيضاء . { لِلْمُسْرِفِينَ } أي : للمعتدين حدود الله عز وجل . وعن ابن عباس في " مسومة " أنها المعلمة بعلامة تعرف بها الملائكة أنها للمسرفين في المعاصي . وقيل : إنه كان مكتوب على كل حجر أسم من يهلك به . ثم قال : { فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي : من كان في قرية لوط وهي " سدوم " وهم لوط وابنتاه ، أنجاهم الله مع لوط . وجاز إضمار القرية ولم يجر لها ذكر ؛ لأن المعنى مفهوم . وقيل الهاء في " فيها " للجماعة . { فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا } أي : في القرية { غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } وهو بيت لوط . قال ابن زيد : ما كان مع لوط مؤمن واحد ، وعرض عليهم أن ينكحوا بناته رجاء أن يكون له منهم عضد يعينه ( ويدفع عنه ) ، { قَالَ يٰقَوْمِ هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ } : يريد النكاح فأبوا عليه . قال قتادة : لو كان فيها أكثر من ذلك لأنجاهم الله ليعلموا أن الإيمان عند الله محفوظ فلا ضيعة على أهله . ثم قال : { وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } أي : أبقينا في قرية لوط عبرة وعظة لمن خاف عذاب الله ؛ لأنها انقلبت بأهلها ، فصار أعلاها أسفلها ، وأرسلت الحجارة على من غاب منهم عن القرية . والمعنى عند الفراء : وتركناها آية ، " وفي " زائدة .