Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 42-50)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ } إلى قوله : { أَهْلَكَ عَاداً ٱلأُولَىٰ } الآيات . أي : وإن إلى ربك يا محمد انتهاء جميع خلقه ومرجعهم ، وهو المجازي جميعهم بأعمالهم صالحهم وطالحهم . ثم قال : { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ } أي : أضحك أهل الجنة بالجنة ، وأبكى أهل النار بالنار . وقيل معناه أضحك من شاء في الدنيا بأن سره ، وأبكى من شاء بأن غمه . ثم قال : { وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا } أي : هو أمات من أمات من خلقه ، وهو أحيا من أحيا منهم . ثم قال : { وَأَنَّهُ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } أي : ابتدع إنشاء الذكر والأنثى . يقال لكل واحد من الذكر والأنثى زوج . خلقهما : { مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ } أي : إذا أمناها الرجل والمرأة . وقيل معناه : إذا مناها الله عز وجل ، أي : قدرها أن تكون نسمة . ثم قال : { وَأَنَّ عَلَيْهِ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُخْرَىٰ } أي : عليه إعادتهم بعد موتهم خلقاً جديداً . ثم قال : { وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ } أي : أغنى بالمال من شاء ، وأقناه : أي : جعله يقتني الأشياء ويدخرها . وقيل أقنى : ادخر . وهو قول مجاهد والحسن وقتادة . وعن ابن عباس ( وأقنى : أي : أرضى ، وأغنى : وأعطى ) . وعن مجاهد أيضاً : أغنى : تولى ، وأقنى : أرضى . وقال السدي : اقنى من القنية ، يعني ادخار الأشياء . وقال سفيان بن عيينة معناه : أغنى ورضي . وقال أبو صفوان بن عوانة : أغنى وأقنى : ( أخذ من الغنيمة ) . وقال المعتمر بن سليمان : أغنى الإنسان وأقنى أي : أفقر الخلق إليه . وقال ابن زيد " أعنى وأقنى أي : أغنى من شاء من خلقه وأفقر من شاء . ثم قال : { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٱلشِّعْرَىٰ } أي : وإن ربك يا محمد هو رب الشعرى ، وهو نجم يسمى بهذا الاسم كان بعض أهل الجاهلية يعبده . قال مجاهد : هو الكوكب الذي خلف الجوزاء كانوا يعبدونه ، فقيل لهم : اتركوا عبادته واعبدوا ربه وهو الشعرى : العبور الخارج عن المجرة عبدت في الجاهلية ، وقالوا : رأينا ما ( عبرت عن المنازل ) فأعلم الله أنه ربها وأنه خالقها الذي تجب له العبادة . ثم قال : { وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً ٱلأُولَىٰ } وهو عاد بن آدم بن عوص بن سام بن نوح وعاد الثانية من ولد عاد الأكبر ، وكانت عاد الآخرة ساكنة بمكة مع أخوالهم من العمالقة ولد عمليق بن لاود بن سام بن نوح ، فلم يصبهم من العذاب ما أصابه عاداً الأولى ثم هلكت [ عاد ] الآخرة بعد ذلك بغى بعضهم على بعض فتفانوا بالقتل ، وعادٌ الأولى هي التي هلكت بالريح . وقال ابن زيد : إنما قيل لها عاد الأولى لأنها أول الأمم هلاكاً بعد نوح . وقيل : إن عاداً الآخرة هي ثمود . وقد قال زهير : " كَأَحْمُرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِعُ فَتَفْطَم " يريد عاقر الناقة فسمى ثمود عاداً .