Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 1-3)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ } إلى قوله : { وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ } الآيات . معناه دنت القيامة وقربت . روى أنس " أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب وقد كادت الشمس تغيب فقال ما بقي من دنياكم فيما مضى إلا مثلاً ما [ بقي ] من هذا اليوم فيما مضى وما نرى من الشمس إلا يسيراً " . وقال كعب ووهب الدنيا ستة آلاف سنة . قال وهب قد مضى منها خمسة آلاف وستمائة ، وهذا إنذار من الله بدنو القيامة وقرب فناء الدنيا . وقوله : / { وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ } أي : انفلق وكان ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قبل الهجرة ، وذلك أن كفار قريش سألوه آية فأراهم انشقاق القمر ، فدل على صحة قوله ، فلما أراهم ذلك ( أعرضوا وكذبوا ) . وقالوا هذا سحر مستمر سحرنا له محمد ، ففي ذلك يقول الله جل ذكره . { وَإِن يَرَوْاْ آيَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } ومعنى مستمر : أي : ذاهب . وقيل مستمر : شديد . وقيل معناه : يشبه بعضه بعضاً . قال أنس : انشق القمر فرقتين . وقال ابن مسعود انشق القمر ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى ذهبت فرقة منه خلف الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشهدوا . ثم قال : { وَكَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ } أي : كذبت قريش واتبعت أهواءها . { وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ } أي : كل أمر يستقر إن خيراً في الجنة ، وإن شراً ففي النار .