Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 29-29)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ } إلى آخر السورة . قيل معناه ليعلم أهل الكتب ، و " لا " زائدة صلة ، دل على ذلك أن بعده : / { وَأَنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ } . وقد قرأ ابن عباس ليعلم . وهي قراءة الجحدري . وقرأ ابن مسعود وابن جبير " لكي يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ " ، وذلك على التفسير ، والمعنى فعل ذلك ، لكي يعلم أهل الكتاب أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله الذي خصكم به لأنهم كانوا يرون أن الله فضلهم على جميع خلقه ، فأعلمهم تعالى ذكره أنه قد أتى أمة محمد صلى الله عليه وسلم من الفضل والكرامة ما لم يؤتهم من زيادة النور والمغفرة والأجر . قال قتادة : لما نزلت [ هذه الآية يعني : { يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } حسد أهل الكتاب المسلمين عليها ] فأنزل الله " لئلا يعلم أهل الكتاب … [ إلى آخرها ، أي : فعلت ذلك لكي يعلم أهل الكتاب أنهم لا يقدرون ] على شيء من فضل الله ، يؤتي فضله من يشاء ويخص به من يشاء من خلقه . قال قتادة : وذكر أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : " إنما مثلنا ومثل أهل الكتاب من قبلنا كمثل رجل استأجر أجراء يعملون إلى الليل على قيراط ، فلما انتصف النهار سئموا عمله وملوا فحاسبهم وأعطاهم نصف قيراط ، ( ثم استأجر أجراء يعملون إلى الليل على قيراط فعملوا إلى العصر ثم سئموا وملوا عمله ، فاعطاهم على قدر ذلك ثم استأجر أجراء إلى الليل على قيراطين يعملون بقية عمله فقيل له ما شأن هؤلاء أقل عملاً وأكثر أجراً ؟ قال هو مالي أعطي من شئت " . وقوله : { وَأَنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ } أي : بيده دونهم ودون غيرهم ، يؤتيه من يشاء من خلقه ، فلذلك أعطى أمة محمد صلى الله عليه وسلم من الأجر على مدتهم القريبة ما لم يعط غيرهم . { وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } . أي ذو الفضل على خلقه ، العظيم فضله . وقيل أنهم قالوا : الأنبياء منا ، كفروا بعيسى وبمحمد صلى الله عليه وسلم فأعلم الله خلقه أن الفضل بيده يؤتيه من يشاء ، وليس فضله بموقوف على بني إسرائيل دون غيرهم فلا يرسل رسولاً إلا منها يرسل الرسول ممن يشاء على من يشاء ، وإلى من يشاء ، يفعل ما يشاء ويتفضل على من يشاء لا إله إلا هو .