Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 121-121)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ } الآية . المعنى : ولا تأكلوا - أيها المؤمنون - مما مات ومما ذبح لغير الله ، أو ذبحه ( غير ) مسلم ، أو مما تُعُمِّدَ ترك ( ذكر ) اسم الله عليه ، فإن أكله فسق . قال ابن عباس : هذا جواب للمشركين حين قالوا للنبي : لا تأكل ما قتل ربك وتأكل ما قتلت . فالمعنى على هذا : إنما هو ( النهي ) عن أكل الميتة . ومذهب مالك وأكثر الفقهاء أن المسلم إذا نسي التسمية وذبح ، أنه تؤكل ذبيحته . ومعنى التسمية - عند أكثر المفسرين - في هذه الآية : المِلّة ، لأن المجوس لو سموا ذبائحهم لم تؤكل . وتؤكل ذبائح اليهود والنصارى ، لأنهم آمنوا بالتوراة والانجيل . ( وكره ) مالك ما ذبحوا لِكنائسهم ولم يحرمه . وقوله : { وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىۤ أَوْلِيَآئِهِمْ } يعني بذلك شياطين فارس ، وهم مَرَدَتُهم من المجوس يوحون إلى أوليائهم من مردة قريش زخرف القول ليجادلوا به المؤمنين . قال عكرمة : كاتب مشركو قريش فارس على الروم ، وكتبت فارس إلى مشركي قريش : " إن محمداً وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر الله ، ( فما ذبحه ) ( الله ) بسكين من ذهب فلا يأكله محمد وأصحابه ، وما ذبحوا هم يأكلون " ، فكتب به المشركون الى أصحاب محمد ، فوقع في أنفس ناس من المسلمين من ذلك شيء ، فنزلت : { ( وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ) وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ } الآية . وقال ابن عباس : إبليس هو الذي يوحي إلى مشركي قريش ، ( يقول ) : كيف تعبدون شيئاً لا تأكلون ما قتل . قوله : { وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ } أي : في أكل الميتة ، { إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } أي : إنكم مثلهم ، وهذا يدل على من حلَّل ما حرَّم الله أنه مشرك . قال الحسن وعكرمة : حُرِمَ أكل ما لم يُذكرْ اسم الله عليه في هذه الآية ، واستثنى من ذلك فقال : { وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ } [ المائدة : 5 ] . وقوله : { وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ } أي : لمعصية . وقيل : لكفر . والهاء تعود على أكل الميتة ، أو على أكل ما ذبح للأصنام وشبهه .