Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 122-122)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ } الآية . / رَوَى المسيَّبي عن نافع ( أومَنْ كان ) بإسكان الواو . والمعنى : أن هذا الكلام جرى على التحذير من طاعة المشركين ، والأخذ بطاعة المؤمنين ، والمعنى : أطاعة من كان ميتاً فأحييناه ، وهو المؤمن كان كافراً فصار مؤمناً ، كطاعةِ من مَثَلُه كَمَثل من في الظلمات ليس بخارج منها ، يتردَّدُ فيها ، وهو الكفر يتردَّدُ فيه الكفار ؟ ، فكان تحقيق ذلك : أطاعة المؤمنين كطاعة الكافر ؟ . وهذه الآية نزلت في رجلين مؤمن وكافر : فالمؤمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، والكافر أبو جهل . وقيل : المؤمن عمار بن ياسر ، والكافر أبو جهل . وقيل : المؤمن حمزة حيي بالإيمان بعد أن كان ميتاً بالكفر ، وقيل : هو النبي حيي بالنبوة . { كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ } أي : كمن هو في الظلمات ، وهي الكفر ، يراد به أبو جهل ، { لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا } الى نور الإسلام أبداً . روي أن أبا جهل رَمَى النبي بفرث - وحمزة عم النبي عليه السلام ، لم يؤمن بَعْدُ - فأخبر أبو جهل حمزة بما فعل بالنبي ، وبيد حمزة قوس ، فَعَلا به أبا جهل غضباً للنبي ، فأقبل أبو جهل يتضرع إلى حمزة ويقول : يا أبا يعلى ، أما ترى ما جاء به : سفَّه عقولنا وعقول آبائنا ؟ . فقال له حمزة رضي الله عنه : ومن أسفهُ منكم وأحمقُ حيث تعبدون الحجارة من دون الله ؟ ، أشهد ( أن لا ) إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، فحيي بالإيمان الذي وَفَّقَه الله إليه ، وبقي أبو جهل في ظلمات الكفر حتى مات كافراً ، وفيهما نزل { أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاَقِيهِ } [ القصص : 61 ] يعني حمزة ، { كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } [ القصص : 61 ] يريد أبا جهل . ومعنى : { وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً } قال ابن عباس : يعني بالنور القرآن يَهتدِي به وقال ابن زيد : ( نوراً ) هو " الإسلام الذي هداه الله إليه " .