Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 130-130)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ } ( الآية ) . معنى الآية : أنها خبر من الله ما هو قائل لهم يوم القيامة ، ومعنى : { يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي } أي : يخبرونكم بحجتي وأدلتي على توحيدي ، { وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا } أي : يحذرونكم لقاء عذاب يومكم هذا ، وهذا تقريع يكون لهم يوم القيامة على ما سلف منهم . قال الضحاك : أرسل الله إلى الجن رسلاً منهم بدلالة هذه الآية { أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنْكُمْ } . وقيل : معناه : أَنَّ ( مِنْكُمْ ) للإنس خاصة ، والرسل من الإنس لا غير ، وهذا كقوله : { يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ } [ الرحمن : 22 ] ، واللؤلؤ إنّما يخرج من الملح دون العذب . وتأول ابن عباس أن رسلُ الإنس رسلٌ من الله ، ورسل الجن رسلٌ ( رسلِ ) الله منهم ، وهم النذر ، وهم الذين سمعوا القرآن وَلَّوْا إلى قومهم منذرين . فهذا قول حسن . وقيل : إنه لما كانت الإنس والجن تخاطب وتعقل ، قيل : { رُسُلٌ مِّنْكُمْ } وإن كان من أحد النوعين ، ومعنى ( مِنْكُمْ ) : أي : منكم في الخلق والتكليف والمخاطبة . ( و ) قرأ الأعرج { أَلَمْ يَأْتِكُمْ } بالتاء ، على تأنيث المخاطبة . وقوله : { قَالُواْ شَهِدْنَا } أخبر الله عنهم بما يقولون يوم القيامة إذا قيل لهم ذلك ، ومعنى الشهادة : أنهم شهدوا أن الرسل قد أتتهم بآياته وأنذرتهم عذابه ، ولم يؤمنوا ، { وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } أي : غرتهم زينتها فلم يؤمنوا ، { وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ } ( بالكفر ) .