Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 131-132)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ذٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُنْ رَّبُّكَ ( مُهْلِكَ ) ٱلْقُرَىٰ ( بِظُلْمٍ ) } إلى { ( يَعْمَلُونَ ) } [ الآيتان ] . { ذٰلِكَ } في موضع رفع على معنى : الأمر ذلك ، هذا مذهب سيبويه . وهو عند الفراء في موضع نصب ، ( المعنى : فعل ) ذلك . والمعنى : لم يكن ربك - يا محمد - مهلك القرى بشرك من أشرك وأهل القرى غافلون عن شرك من أشرك ، فمعنى { بِظُلْمٍ } : بشرك قوم آخرين فيهم ، وهذا مِثْلُ : { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } [ فاطر : 18 ] . وقيل : المعنى : لم يكن الله يعاجل قوماً بالعقوبة قبل أن يرسل إليهم الرسل ، ولم يكن بالذي يأخذهم غفلة ، [ فيقولوا ] : ما جاءنا من بشير ولا نذير ، فيظلمهم . وقوله : { وَلِكُلٍّ دَرَجَٰتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ } أي : ولكل عامل - في طاعة أو معصية - منازل ومراتب يبلغه الله إياها ، إن خيراً فخيراً وإن شراً ( فشراً ) وليس الله بغافلٍ عما يعملون . وروي عن النبي أنه قال : " الدَّرجةُ في الجنَّةِ فوقَ الدرجةِ كما بين السماءِ والأرض ، وَإِنَّ العَبْدَ - من أهلِ الجنةِ - لَيَرْفَعُ بصرَهُ فَيَلْمَع له برقٌ يكاد يَخطَف بصرَهُ ، فيقول : ما هَذا ؟ فيقال له : هذا نورُ أخيكَ فلان . فيقول : أخي فلان ! ، كنا في الدُّنيا نعمَلُ جميعاً ، وقد فُضِّلَ عَليَّ هَكذا ! فيُقالُ : إِنَّهُ أفضلُ منكَ عملاً . ثم يُجْعَلُ في قلبِه الرِضى فَيَرْضى بمنزلتِهِ " .