Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 143-144)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ثَمَٰنِيَةَ أَزْوَٰجٍ } الآية . في نصب { ثَمَٰنِيَةَ } خمسة أقوال : - قال الكسائي : ( هو ) منصوب بـ { أَنشَأَ } [ الأنعام : 141 ] . - وقال الأخفش : نصبه على البدل من { وَفَرْشاً } [ الأنعام : 142 ] - وإن شئت : على الحال . - وقال علي بن سليمان : ( هو ) منصوب بـ { كُلُواْ } ، أي : كلوا [ لحم ] ثمانية أزواج . - وقيل : هو منصوب على البدل من ( ما ) على الموضع . وقوله : { ٱثْنَيْنِ } بدل من ( ثَمانِيَةَ ، وكذا { وَمِنَ ٱلْمَعْزِ ٱثْنَيْنِ } . وقرأ أبان بن عثمان : ( مِنَ الضَّأنِ اثْنَان ) برفع " الاثْنَيْنِ " على الابتداء والخبر . ومعنى الآية : أَنَّ الله نَبَّه المؤمنين على ما أحل لهم لَئلاَّ يكونوا كمن ذكر ممن يحرموا ما أحل الله . ومعنى : { ثَمَٰنِيَةَ أَزْوَٰجٍ } أي : أفراد لأن كل فرد يحتاج الى غيره ، فهو زوج ، والثمانية الأزواج قد فسرها ( تعالى ) ، وهي الضأن والمعز والإبل والبقر ، وسماها ثمانية وهي أربعة ، لأن ( كل ) واحد : ذكر وأنثى ، ألا ترى إلى قوله : { مَّنَ ٱلضَّأْنِ ٱثْنَيْنِ } أي : ذكر وأنثى ، وكذلك : { وَمِنَ ٱلْمَعْزِ ٱثْنَيْنِ } ، وما بعده مثله . وقوله : { قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ ( أَمِ ) ٱلأُنثَيَيْنِ } أي : ما الذي حُرِّمَ عليكم فيما زعمتم : ( أذكر ) الضأن والمعز ، أم أنثى الضأن والمعز ؟ ، فإن كان التحريم من جهة الذكر فيجب أن تحرموا على أنفسكم كل ذكر ، وأنتم تستمتعون ببعض الذكور وتأكلونه ، وإن كان من جهة الأنثى فحرموا كل أنثى ، أم حرم عليكم ما اشتملت عليه أرحام ( الانثيين ؟ ، فيلزمكم أن تحرموا كل ما اشتملت ( عليه ) الأرحام ، فتحرموا الذكر والأنثى . قال الطبري : أَمَرَ الله نبيه أن يقول لهم ذلك ، فإن ادعوا تحريم الذكرين أَوْجَبُوا تحريم كل ذكر من ولد الضأن والمعز ، وهم لا يفعلون ذلك ، بل يستمتعون بلحوم بعض الذكران وظهورها ، وإن قالوا : الأنثيين ، أوجبوا تحريم كل أنثى من ولد الضأن والمعز على أنفسهم ، وهم لا يفعلون ذلك ، وإنما هذا إبطال لما ادعوا أن الله حرم عليهم ذلك . { نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ } أي : أخبروني عن علم { إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ } . ثم قال : { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ وَصَّٰكُمُ ٱللَّهُ } الآية . أي : أجاءكم به نبي ، أم حضرتم ربكم إذْ أَمَر بهذا ، فسمعتم ذلك منه ، وهذا على التبكيت لهم والقطع لحجتهم ، ثم قال : { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ } أي : اخترق الكذب { لِيُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ } أي : من أشد ظلماً منه .