Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 148-148)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

/ قوله : { سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشْرَكْنَا } ( الآية ) . والمعنى : سيقول المشركون من قريش وغيرهم - الذين تقدم ذكرهم - إذا تبين لهم أنُّهم على باطل ، قالوا : لو شاء الله ما فعلنا ذلك ، ثم أخبرنا الله أن قولهم هذا ( قد ) قال به من كان قبلهم حتى نزلت بهم العقوبة ، وهو قوله : { كَذٰلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّىٰ ذَاقُواْ بَأْسَنَا } أي : نزلت بهم عقوبة فعلهم . وقد تعلقت المعتزلة بهذه الآية فقالوا : إن الله لم يشأ شرك المشركين ، لأن الله لم يذكر هذه الآية إلا على جهة الذم لهم في قولهم : إن الله لو شاء ما أشركوا . فأضافوا ما هم عليه من الشرك أنه عن مشيئته كان ولو أن قولهم صحيح . ما ذَمَّهُمْ عليه . قالوا : فَدَلَّ ذلك على أن الله لم يشأ شرك المشرك . وفي قوله تعالى - بعد الآية - : { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } [ الأنعام : 144 ، الأعراف : 37 ، يونس : 17 ، الكهف : 15 ] ما يدل على بطلان كذلك ، بل الله المقدر لكل أمر من شرك وغيره . ومعنى : { لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا } أي : لو شاء لأرسل الى آبائنا رسولاً يردهم عن الشرك ، فنتبعهم . وقيل : إِنَّما قالوا ذلك على جهة الهُزْء واللعب والاستخفاف ، ولو قالوه على يقين وحق لما رَدَّ عليهم ذلك . ثم قال لنبيه : { قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ } : ( قل ) لهم يا محمد : { قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ } على ما تقولون وتدّعون أن الله رضي ما صنعتم من عبادتكم الأوثان وتحريمكم ما لم يأمركم به ؟ ، { فَتُخْرِجُوهُ لَنَآ } أي : فتظهروا العلم بذلك ، وما تتبعون إلا الظن في عبادتكم وتحريمكم ، وما أنتم إلاّ تخرصون ، أي : تتقَوّلون الكذب والباطل على الله ظناً بغير علم ولا برهان .