Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 149-149)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قُلْ فَلِلَّهِ ٱلْحُجَّةُ ٱلْبَالِغَةُ فَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } الآية . والمعنى : { قُلْ } لهم يا محمد بعد عجزهم عن إقامة الحُجَّة فيما ادَّعَوا : لله الحُجَّة البالغة عليكم . ومعنى { ٱلْبَالِغَةُ } التي تبلغ مراده في ثبوتها على من احَتَجَّ بها عليه من خلقه ، { فَلَوْ شَآءَ } ربكم ، { لَهَدَاكُمْ } أي : لوفقكم للهدى . وذلك أنْهم جعلوا قولهم { لَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشْرَكْنَا } [ الأنعام : 148 ] حُجَّة في إقامتهم على شركهم ، جعلوا أنّ كل من كان على شيء من الأديان فهو على صواب ، لأنه يجري - فيما يعتقدون - على مشيئة الله . وهذا يريدون به إبطال الرسالة ، إذ لا معنى لها على هذا القول فيُقَال لهم : فالذين على خلافكم في الدّينِ ، أليس هم أيضاً على مشيئة الله ؟ ، فينبغي أن لا تقولوا إنهم ضالون ، والله يفعل ما يشاء ، قادر على أن يهدي الخلق أجمعين ، وليس للعباد عليه أن يفعل بهم كل ما يقدر عليه ، لا معقب لحكمه ، ولا راد لفعله .