Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 59-59)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ } الآية . واحد المفاتح : مِفَتح ، بكسر الميم وفتحها ، والمعنى : وعند الله خزائن الغيب . قال ابن عباس : مفاتح الغيب خمس في آخر " لقمان " : { إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ } [ لقمان : 34 ] إلى { خَبِيرٌ } [ لقمان : 34 ] . وروي عن النبي عليه السلام أنه قال : " مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله : ما تغيض الأرحام ، وما في غد ، ومتى يأتي المطر ، وما تدري نفس ماذا تكسب غداً ، وما تدري نفس بأيّ أرضٍ تموت " ورواه ابن عمر عن النبي عليه السلام . { إِلاَّ هُوَ } : تمام . وقوله : { وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا } : أي : ما تسقط من ورقة في الصحاري والبراري والأمصار والقرى إلا الله يَعلَمها ، { وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَٰتِ ٱلأَرْضِ } أي : بطون الأودية ، ولا رطبها ولا يابسها ، { إِلاَّ فِي كِتَٰبٍ مُّبِينٍ } وهو اللوح المحفوظ ، مرسوم فيه عدده ووقته في اخضِراره ويُبسِه وسقوطه . وكل ذلك عن علم الله غيرُ خارج ، وإنما أثبتت في اللوح امتحاناً لحَفَظَة الخلق . فقد روي أنهم مأمورون بكتابة أعمال العباد ، ثم يَعرِضها على ما أثبته تعالى في اللوح المحفوظ . قال عبد الله بن الحارث : ما في الأرض ( من ) شجرة ولا مغرِز إبرة إلا عليها ( ملك ) موَكّل يأتي الله بعلمها : يُبْسها إذا يَبِسَت ، ورطوبتها إذا رَطُبَت . وقيل : المعنى في كَتْبِها : أنه لتعظيم الأمر ، فمعناه : اعلموا أن هذا الذي ليس فيه ثواب ولا عقاب مكتوب ، فكيف ما فيه ثواب وعقاب ؟