Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 69-69)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم } الآية . المعنى : أنه ليس على من اتقى الله من حساب هؤلاء الخائضين شيء ، أي : ليس ( عليه ) من إثمهم شيء إذا اتقى ما هم فيه . وليس المعنى : ليس عليه شيء من إثمهم إذا جالسهم في حال خوضهم ، ( إنما المعنى : ليس ( عليه ) شيء إذا لم يجالسهم في حال خوضهم ) ، لأن الله قال : { فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ } [ النساء : 140 ] : أي : حتى يخوضوا في غير الكفر والاستهزاء بآيات الله . ومعنى : { وَلَـٰكِن ذِكْرَىٰ } أي : إذا ذكرت فقم ، { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } ( أي ) الخوض فيتركونه ، هذا قول السدي . وقيل : إن المعنى ليس على الذين يتقون من حسابهم ( من ) شيء إذا قعدوا إليهم ، ثم نسخ ذلك بقوله : { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلْكِتَٰبِ } [ النساء : 140 ] الآية ، روي ذلك عن ابن عباس . ونَسْخُ مثلِ هذا لا يحسن ، لأنه خبر . قال الكلبي : قال أصحاب النبي : إنا كنا كلما استهزأ المشركون بكتاب الله ، قمنا وتركناهم لم ندخل المسجد ولم نطف بالبيت ، فرخص الله للمسلمين الجلوس معهم ، وأُمروا أن يُذَكِّروهم ما استطاعوا . و { ذِكْرَىٰ } في موضع نصب ، على معنى : فأعرضوا عنهم ذكرى ، وتكون في موضع رفع على معنى : لكن إعراضهم ذكرى لأمر الله .