Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 23-30)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

- قوله تعالى : { ( قُلْ ) هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُمْ … } إلى آخر السورة . أي : قل يا محمد للمكذبين بالبعث : الله الذي ابتدأ خلقكم قبل أن لم تكونوا شيئاً . - { وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ … } . لتسمعوا وتبصروا وتعقلوا ، فكيف تتعذر عليه إعادتكم … { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } . أي : قليلاً شكركم لربكم على هذه النعم التي خولكم . قال تعالى : { هُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ … } . أي : خلقكم فيها . { وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } . أي : تجمعون يوم القيامة من قبوركم لموقف الحساب . - ثم قال تعالى : { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } . أي : ويقول المشركون المنكرون للبعث : متى يكون هذا البعث الذي تعدوننا به إن كنتم صادقين في قولكم أيها المؤمنون ؟ ! { قُلْ } يا محمد : { إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِنْدَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } . أي : قل لهم يا محمد إنما علم وقت البعث عند الله ، وإنما أنا نذير إليكم ، أي : منذر مبين ما أرسلت به إليكم . - ثم قال : { فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ … } . أي : فلما رأى المشركون عذاب الله قريباً وعاينوه ، ساء الله وجوه الذين كفروا . قال الحسن : { رَأَوْهُ زُلْفَةً } ، أي : عاينوه . قال مجاهد : زلفة : " قد اقترب " . وقال ابن زيد : زلفة : حاضراً ، أي : قد حضرهم العذاب . وقال ابن عباس : { فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً } ، أي : فلما رأوا عملهم السيء . وقيل : فلما رأوا الحشر . ودل عليه : " يحشرون " . وقيل : الهاء تعود على الوعد لتقدم ذكره . - ثم قال تعالى : { وَقِيلَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ } . أي : وقال الله لهم عند معاينتهم العذاب : هذا الذي كنتم به تدعون ربكم أن يعجله لكم . وقال الحسن : تدّعون أن لا جنة ولا ناراً . وأصل { تَدَّعُونَ } [ تَدْتَعِيون ] - على " تَفْتَعِلون " - من الدعاء ، ثم أعلي ثم أُدْغِمَ . وقال أبو حاتم : { تَدَّعُونَ } : تكذبون . وقيل : { تَدَّعُونَ } : يدعو بعضكم بعضاً إلى التكذيب . وقرأ قتادة والضحاك : " تدعون " مخففا ، وهما بمعنى ، كما يقال : قدر واقتدر ، وعدا واعتدى ، إلا أن في " افتعل " : معنى التكرير ، و " فعل " يقع للتكرير ولغير التكرير . - ثم قال تعالى : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ ٱللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ ٱلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } . أي : قل يا محمد للمشركين من قومك : أرأيتم أيها القوم إن أهلكني الله فأماتني ومن معي ، أو رحمنا فأخر في آجالنا ، فمن يجيركم من عذاب مؤلم ( أي : موجع ) وهو ( عذاب ) النار ؟ ! أي : ليس ينجيكم من عذاب الله موتنا ولا حياتنا ، فلا حاجة بكم ( إلى ) أن تستعجلوا قيام الساعة ونزول العذاب ، فإن ذلك غير نافعكم بل هو ( بلاء ) عليكم . - ثم قال تعالى : { قُلْ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ آمَنَّا بِهِ ( وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ) } . أي : قل لهم يا محمد : ربنا الرحمن ، صدقنا به وعليه توكلنا ، أي : اعتمدنا في جميع [ أمورنا ] . { فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } . أي : فستعلمون أيها المشركون من هو في ذهاب عن الحق ، نحن أم أنتم . - ثم قال تعالى : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً … } . أي : قل يا محمد لهؤلاء المشركين : أرأيتم أيها القوم العادلون عن الحق إن أصبح [ ماؤكم غائراً ] لا تناله الدلاء ، فمن ذا الذي يأتيكم بماء معين غير الله ؟ ! أي : بماء تراه العيون ظاهراً . وقال ابن عباس : بماء معين : " بماء عذب " . وقال ابن جبير : بماء ظاهر . وقال قتادة : المعين : الجاري ، وغوراً : ذاهباً ، وكذلك قال الضحاك . وقال بعض النحويين : يجوز أن يكون " معين " فعيلا من معن الماء إذا كثر ، ويجوز أن يكون بمعنى مفعول . والأصل فيه معيون ، مثل مبيع . فيكون معناه على هذا : بماء يُرى بالأعين .