Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 126-127)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ [ إِلاَّ أَنْ آمَنَّا ] } ، إلى : { قَاهِرُونَ } . المعنى : وما تنكر منا إلا إيماننا بربنا ، إذ رأينا الآيات والحجج . ثم قالوا : { رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً } ، أي : أنزل علينا صبراً يشملنا فلا تُخْرِج عن الإيمان إلى الكفر بعذاب فرعون لنا ، { وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ } ، أي : أقبلنا إليك على الإسلام . قال السدي : فقتلهم وقطعهم . قال ابن عباس : كانوا أول النهار سحرة وآخره شهداء . وقاله قتادة ، وابن جريج . ثم قال تعالى مخبراً عنهم : { [ وَ ] قَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ } ، أي : قال جماعة من أشراف قومه ، : { أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ } ، أي : أتدع يا فرعون ، موسى وقومه من بني إسرائيل ، { لِيُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ } أي : كي يفسدوا عليك خدمك وعبيدك في أرضك من مصر ، { وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ } ، أي : ويدع خدمتك موسى وعبادتك وعبادة آلهتك . والنصب في { وَيَذَرَكَ } على الصرف ، إن جعلت معنى الكلام : ليفسدوا في الأرض ، وقد تركك وترك عبادة آلهتك . وإن جعلت المعنى { لِيُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ } على التوبيخ لفرعون عن تركه موسى ( عليه السلام ) ، فنصبه على العطف على { لِيُفْسِدُواْ } . وقرأ ابن عباس ، ومجاهد : " وَيَذَرَكَ وءِالاَهَتَكَ " . أي عبادتك . وكان فرعون إذا رأى بقرة سمينة أمرهم أن يعبدوها . وقوله : { أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } [ النازعات : 24 ] ، يدل على أنهم كانوا يعبدون غيره ، ممن هو دونه عندهم ، فهذا يدل على صحة قراءة الجماعة : { وَآلِهَتَكَ } . قال ابن عباس حجة لقراءته ( " وإِلاَهَتَكَ " ) : كان يعبد ولا يعبد . وبذلك قرأ مجاهد على معنى : وعبادتك . وبه قرأ الضحاك . ومن قرأ : " وَإِلاَهَتَكَ " ، تَأَوّلَه أن فرعون لم يكن يَعْبُدُ شيئاً ، إنما كان يُعْبَد من دون الله ، ( سبحانه وتعالى ) . وقيل : إن قوم فرعون لهم أصنام يعبدونها ، تقربهم إليه فيما ترون . فأجابهم فرعون فقال : { سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَآءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ } ، أي : عالون عليهم بالملك والسلطان . { وَآلِهَتَكَ } ، وقف .