Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 158-160)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً } ، إلى قوله : { يَظْلِمُونَ } . والمعنى : { قُلْ } ، يا محمد : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً } ، أي : لست كمن قبلي من الأنبياء الذين يبعثون إلى بعض الناس دون بعض . { ٱلَّذِي يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ } . أي : وآياته . وقيل : { وَكَلِمَاتِهِ } : عيسى ابن مريم ، ( عليه الصلاة والسلام ) . قاله مجاهد والسدي . ثم قال : { وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ } . أي : يدعون الناس إلى الهداية بالحق . { وَبِهِ يَعْدِلُونَ } . أي : في الحكم . وقيل : وبه يؤمنون . و " الأُمَّةُ " هنا : الجماعة . قال ابن جريج : بلغني أن بني إسرائيل لما قتلوا أنبياءهم ، وكفروا ، وكانوا اثني عشر سِبْطاً ، تبرأ سبط منهم مما عملوا ، واعتذروا ، وسألوا الله ( عز وجل ) ، أن يُفَرِّق بينهم وبينهم ، ففتح الله لهم نفقاً في الأرض ، فساروا فيه حتى خرجوا من وراء الصين ، فهم هنالك حُنفاء مسلمين ، يستقبلون قبلتنا . قال ابن جريج : قال ابن عباس : فذلك قوله : { وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً } [ الإسراء : 104 ] . و { وَعْدُ ٱلآخِرَةِ } : عيسى بن مريم يخرجون معه . قال ابن جريج : قال ابن عباس : ساروا في السَّرَب سنة ونصفاً . وقيل : هم قوم في منقطع من الأرض ، لا يوصل إليهم ، آمنوا بمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأقاموا الحنيفية كأنهم بنو أب وأم ، ليس لأحد منهم مالٌ دون صاحبه ، يُمطرون في كل ليلة ، ويصحون في النهار ، يزرعون ويحرثون ، ليس يدخر أحد منهم دون أخيه شيئاً ، مقيمين على عبادة الله ( عز وجل ) ، لا يبكون على ميت . وقيل في معنى : { وَمِن قَوْمِ مُوسَىٰ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِٱلْحَقِّ } : أنه يكون هدى لمن آمن منهم بمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، ويكون لقوم قد هلكو . ثم قال تعالى : { وَقَطَّعْنَاهُمُ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً } . فـ " أسباط " بدل من : { ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ } . و { أُمَماً } نعت لـ " الأسباط " . و " الأسباط " : الفرق . وقيل : هم القَرْنُ [ الذي ] يجيء بعد قَرْنٍ . و " الأسباط " في ولد إسحاق ، ( عليه السلام ) ، بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل . و " الأَسْبَاطُ " : مأخوذ من : السَّبط " ، وهو شيء تَعْتَلِفُهُ الإبل ، فكأن إسحاق ( عليه السلام ) ، / بمنزلة شجرة ، والأولاد بمنزلة أغصانها ، فشُبّهَ ذلك بـ " السَّبَط " . وإنما أنث في { ٱثْنَتَيْ } ؛ لأن " الأسباط " في موضع الفرقة ؛ فكأنه : اثْنَتَيْ عشرة فرقة . وقيل المعنى : وقطعناهم فرقاً اثنتي عشرة أسباطاً . وقال بعض الكوفيين : إنما أُنِّثَ ؛ لأن الكلام ذهب ( به ) إلى " الأمم " ، فغلَّبَ التأنيث ، كما قال : @ وَإِنَّ كِلاَباً هَذِهِ عَشْرُ أَبْطُنٍ وَأَنْتَ بِرِيءٌ مِنْ قَبَائِلِها العَشْرِ @@ فأنَّث ذهب بـ " البطن " إلى القبيلة . وقال بعضهم : " إنما أنث لذكر " الأُمَمِ " بعد ذلك . وقيل المعنى : وقطعناهم قطعاً اثْنَتَي عَشْرَةَ ، فأنث لتأنيث " القطعة " ، ودل على ذلك : " قَطَعْنا " . و " أسباط " ليس بِتَفْسير للعدد ؛ لأن حق هذا أن يفسر بواحد ؛ وإنما هو بَدَل . ثم قال : { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ ٱسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ } . أي : لما فرقناهم اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أسباطاً ، أوحينا إليه إذا عطشوا ، { أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْحَجَرَ } ، وقد تقدم ذكر ذلك في البقرة . { فَٱنبَجَسَتْ } . أي : انفجرت . { قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ } . أي : لا يدخل سبط على سبط في شربه . { وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلْغَمَامَ } . يعني : من حر الشمس ، وذلك في التِّيهِ ، وقد تقدم ذكر هذا في البقرة .