Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 52-53)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ } ، إلى { يَفْتَرُونَ } . لام : " لقد " حيث وقعت لام توكيد ، متعلق بمعنى القسم ، والمعنى : والله أقسم لقد كان هكذا . و : " الكتاب " [ هو ] : القرآن . و : { فَصَّلْنَاهُ } : بيناه . { عَلَىٰ عِلْمٍ } . أي : على علم منا بالميز بين الحق والباطل والضلال والهدى . { هُدًى وَرَحْمَةً } . أي : ليُهْتَدَى [ وَيُرْحَم ] به قوم يصدقون به . وهذه الآية مردودة على قوله : { كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } [ الأعراف : 2 ] . قوله : { أَوْ نُرَدُّ } ، معطوف على [ قوله ] : { مِن شُفَعَآءَ } ، أي : أو هل نرد . وقرأ ابن أبي إسحاق : " أو نُردَّ " ، بالنصب ، على معنى : إلا أن نرد ، كما قال : @ … أَوْ نَمُوتَ فَنُعْذَرَا @@ وقوله : { فَنَعْمَلَ } ، جواب لقوله : { أَوْ نُرَدُّ } ، أو عطف عليه ، على قراءة من نصب ( " نرد " ) . وقرأ الحسن : " أو نرد فَنَعْمَلُ " ، بالرفع فيهما ، على ( لفظ ) العطف على " نُرَدُّ " . ورفع " نرد " على الاستفهام كما ذكرنا . وقوله ، { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ } . / أي : إلا ما وعدوا به في القرآن من العذاب . و { يَنظُرُونَ } ، بمعنى : ينتظرون . قال قتادة : { تَأْوِيلَهُ } ، عاقبته . وقال مجاهد : جزاءه . { يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ } ، أي : جزاؤه ، { يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ } ، أي : تركوه في الدنيا ، { قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ } . وقال ابن زيد : { تَأْوِيلُهُ } ، حقيقته ، أي : حقيقة القرآن فيما أوعدهم من العقاب . قال السدي : { ٱلَّذِينَ نَسُوهُ } ، تركوه في الدنيا ، لما رأوا ما أوعدهم أنبياؤهم ، استيقنوا بالهلاك ، وطلبوا الشفعاء والرجعة إلى الدنيا . { قَدْ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } . أي : غَبَنوا أنفسهم حظوظها ببيعهم ما ذكر لهم من نعيم الآخرة الدائم بالخسيس من عرض الدنيا الزائل . { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } . أي : أولياؤهم في الدنيا . وقال بعض أهل اللغة معناه : هل ينظرون إلى ما يؤول إليه أمرهم من البعث ، وعلى هذا تأولوا قول الله : { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ } [ آل عمران : 7 ] أي : لا يعلم وقت البعث إلا الله ، ثم قال تعالى : { وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ } . و " النسيان " في هذا الموضع على معنيين : - يجوز أن يكون معناه : فلما أعرضوا عنه صاروا بمنزلة من نسي الشيء . - والثاني : أن يكون بمعنى الترك .