Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 71, Ayat: 1-4)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
- قوله تعالى { إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً ( إِلَىٰ قَوْمِهِ ) } ، إلى قوله : { لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } . أي : أرسلنا نوحاً منذراً قومه عذاب الله الأليم . قيل : هو الطوفان . وقيل : هو عذاب جهنم . ويروى أن نوحاً عليه السلام أرسل إلى قومه وهو ابن مائتي سنة وخمسين سنة ، فلبث فيهم يدعوهم إلى الله وإلى عبادته ألف سنة إلا خمسين سنة كما أعلمنا الله عنه ، ثم دعا قومه فبلغه الله أمله ( فيهم ) فغرق بهم كما أعلمنا الله عنه . ثم عاش بعد الغرق مائتي سنة وخمسين سنة فكان عمره ألف سنة وأربع مائة سنة وخمسين سنة ، فلما احتضر قال له ملك الموت : يا أطول الأنبياء عمراً وأكثرهم عملاً ، كيف وجدت الدنيا ؟ قال : كَبيْتٍ له بابان ، دخلت من باب وخرجت من باب . - ثم قال تعالى { [ قَالَ ] يٰقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } . أي : " نَذِيرٌ " أنذركم عقاب الله فاحذروه أن ينزل بكم على كفركم ، " مبِينٌ " : أي قد بينت لكم إنذاري إياكم . - ثم قال : { أَنِ ٱعبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ … } . ( أي : مبين بأن اعبدوا الله ، لا تعبدوا غيره ، ) واتقوه فيما أمركم به . - { وَأَطِيعُونِ } . أي : انتهوا إلى ما أمركم به ، واقبلوا نصيحتي لكم . قال قتادة : " أرسل الله عز وجل المرسلين بأن [ يعبد ] الله وحده وأن [ تتقى ] محارمه ، وأن يطاع أمره " . - ثم قال تعالى : { يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ } . أي : يسترها عليكم ، فلا يعاقبكم بها إن أطعتموني . و " مِنْ " بمعنى " عَنْ " أي : يغفر لكم ( عن ) ذنوبكم ، كما تقول : وجع بطني من الطعام ، أي : عن الطعام . وإذا كانت [ " مِنْ " ] بمعنى " عن " لم تدل [ على ] التبعيض ، وقيل : " من " للتبعيض والمعنى : يغفر لكم منها ما وعدكم العقوبة عليه وهو معظمها ، وهو الشرك به ، ولا يحسن أن تكون " من " زائدة ؛ لأنها لا تزاد في الإيجاب . ولا يجوز أن تكون لبيان الجنس ؛ لأنه لم يتقدم جنس فتبينه بما بعده . - ثم قال تعالى : { وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى … } . أي : ويؤخركم فلا يعذبكم في الدنيا إلى أن تبلغوا آجالكم المكتوبة لكم في أم الكتاب . قال مجاهد : { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } . إلى ما قد خط من الأجل ، فإذا جاء أجل الله لا يؤخر عن ميقاته ، وهو قوله . - { إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } . ( أي ) : لو كنتم تعلمون لأَنَبْتُم . وقال الفراء : إلى أجل مسمى [ عندكم ] فلا يلحقكم فيه غرق ولا عذاب . وقيل : إنهم كان لهم أجلان : أجل للعذاب إن تمادوا على كفرهم / وأجل لقبض أرواحهم ( إن آمنوا ) ، فقال لهم نوح : { وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } وهو الآخر من الأجلين إن آمنوا . ثم قال : { إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ } أي : إن الأجل الأول إذا جاء وأنتم كفار لا يؤخر ، وهو الغرق ، وإن حضر الثاني وأنتم مؤمنون لم يؤخر .