Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 78, Ayat: 37-40)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
- قوله تعالى : { رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ( ٱلرَّحْمَـٰنِ ) } . إلى آخر السورة . [ من ] رفع { رَّبِّ } فعلى الابتداء ، أو على إضمار مبتدأ . ومن خفضه فعلى البدل من قوله : من ربك او على النعت . والمعنى : هو مالك السماوات والأرض وما بينهما من الخلق . - { ٱلرَّحْمَـٰنِ لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً } . ( أي ) : لا يقدر أحد من خلقه على خطابه يوم القيامة إلا من أذن له منهم . قال مجاهد وقتادة : { لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً } ، أي : " كلاماً " . - ثم قال تعالى : { يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلاَئِكَةُ صَفّاً } . أي : يجازيهم في يوم يقوم الروح . قال ابن مسعود : " الروح ملك في السماء الرابعة ، هو أعظم من السماوات ومن الجبال ومن الملائكة ، يسبح الله كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة ، [ يخلق ] الله من كل تسبيحة ملكاً من الملائكة فيجيء يوم القيامة صفاً [ واحداً ] " . وقال ابن عباس : ( هو ) ملك من أعظم الملائكة خلقاً . وقال الضحاك والشعبي : الروح هنا : جبريل عليه السلام . وقال مجاهد : [ الروح خلق من صورة ] بني آدم ، يأكلون ويشربون وليسوا ( بملائكة ) . وقالوا أبو صالح : " يشبهون الناس وليسوا بالناس " . وقال قتادة : الروح ( بنو آدم . وهو قول الحسن . وعن ابن عباس أيضاً [ أنه ] أرواح ) بني آدم تقوم مع الملائكة فيما بين النفختين قبل أن يردها الله إلى الأجسام . وقال ابن زيد : هو القرآن . وقرأ : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا } [ الشورى : 52 ] ، فلا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن في الكلام فيتكلم . روي أنهم يؤذن لهم في الكلام حين يُمَرُّ بأهل النار إلى النار ، وبأهل الجنة إلى الجنة . وقال عكرمة : يمر بأناس من أهل النار على ملائكة فيقولون : أين تذهبون بهؤلاء ؟ فيقال : إلى النار . فتقول : بما كسبت أيديهم ، وما ظلمهم ( الله ) . ويمر بأناس من أهل الجنة على ملائكة فيقولون : أين تذهبون بهؤلاء ؟ فيقولون : إلى الجنة . فيقولون : برحمة الله دخلتم الجنة . وعن ابن عباس أنه قال : إلا من أذن لهم الرب بشهادة أن لا إله إلا الله . وهو منتهى الصواب . وقال مجاهد : { وَقَالَ صَوَاباً } . ( أي : " وقال حقاً في الدنيا وعمل به " . وقال أبو صالح : { وَقَالَ صَوَاباً } . أي ) : قال لا إله إلا الله وهو قول عكرمة . - ثم قال تعالى : { ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلْحَقُّ } . أي : يوم يقوم فيه الروح والملائكة صفاً هو يوم حَقٌّ إتيانه لا شك فيه . - ثم قال تعالى : { فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ مَآباً } . أي : فمن شاء في الدنيا اتخذ بالعمل الصالح والإيمان إلى ربه في ذلك اليوم مرجعاً ومنجى وسبيلاً ( وطريقاً إلى رحمته . وفي الكلام معنى التهدد والوعيد ، أي : من لم يفعل ذلك فسيرى ما يحل به ) غداً . - ثم قال تعالى : { إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً } . أي : حذرناكم عذاباً قد دنا منكم فقرب ، وذلك . { يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } . في الدنيا من خير وشر فيجازى عليه . فـ { مَا } بمعنى " الذي " ، أي : ينظر العمل الذي عمل في الدنيا من خير ( وشر ) . ويجوز أن / تكون { مَا } استفهاماً ، أي : ينظر أي شيء قدمت يداه في الدنيا من العمل ، أخير هو أم شر ؟ فيجازى عليه . قال الحسن : " ( المرء ) هنا : المؤمن يحذر الصغيرة ويخاف الكبيرة " . - ثم قال : { وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ يٰلَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً } . أي : ويتمنى الكافر في ذلك اليوم أن يكون تراباً لما يرى من عذاب الله . قال أبو هريرة : إن الله يحشر الخلق كلهم من دابة وطائر وإنسان ، ثم [ يقتص ] لبعض البهائم من بعض ، حتى يقتص [ للجماء ] من ذات القرن ، ثم يقول للبهائم والطير والدواب : كوني تراباً ، فعند ذلك يقول الكافر يا ليتني كنت تراباً . وقال عبد الله بن عمرو : إذا كان يوم القيامة ، مد الله عز وجل الأرض مد الأديم ، وحشر الدواب والبهائم والوحش ، ثم يجعل القصاص بين الدواب حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء نَطَحَتْهَا ، فإذا فرغ من القصاص بين الدواب قال لها : كوني تراباً ، فعند ذلك يقول الكافر : يا ليتني كنت تراباً .