Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 37-38)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلْخَبِيثَ ( مِنَ ٱلطَّيِّبِ ) } ، إلى قوله : { سُنَّةُ الأَوَّلِينَ } . المعنى : إن الله عز وجل ، يحشرهم ليميز الخبيث من الطيب ، أي : أهل السعادة من أهل الشقاء . وقيل : المؤمن من الكافر ، فيجعل الخبيث بعضه على بعض . ( أي : يجعل الكافر بعضهم على بعض ، أي : فوق بعض ) . { فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً } . أي : يجمعه بعضه إلى بعض . و " الرُّكَامُ " : المُجْتمع ، ومنه قوله في السحاب : { ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ } ، أي : يجمع المفترق ، { ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً } [ النور : 43 ] ، أي : مجتمعاً كثيفاً . { فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ } . أي : الخبيث فوحد اللفظ ليرده على الخبيث ، ثم جمع آخراً رداً على المعنى . وقيل معنى : ليميز الخبيث من الطيب ، أي : ما أنفقه الكافرون في معصية الله ، سبحانه ، فيجمعه فيجعله في جهنم ، فيعذبون به . و { ٱلطَّيِّبِ } : ما أنفقه المسلمون في رضوان الله عز وجل . ثم قال تعالى : { قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِن يَنتَهُواْ } . أي : { قُل } ، يا محمد ، { لِلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِن يَنتَهُواْ } ، أي : عما نُهوا عنه ، { يُغَفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ } ، أي : ما سلف وتقدم من ذنوبهم ، { وَإِنْ يَعُودُواْ } ، أي : إلى ما نهوا عنه من الصد عن سبيل الله عز وجل ، والكفر بآيات الله سبحانه ، وإلى مثل قتالك يوم بدر ، { فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ } ، أي : سنة من قتل يوم بدر ، ومن هو مثلهم في إهلاك الله عز وجل ، إياهم يوم بدر وغيرها .