Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 48-48)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ } ، الآية . المعنى : اذكر إذ زيّن لهؤلاء الكفار الشيطان أعمالهم . وقيل المعنى : { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ } [ الأنفال : 42 ] ، في هذه الأحوال ، وحين زيَّنَ لهم الشيطان أعمالهم . قال الضحاك : جاءهم إبليس يوم بدر بجنوده فزين لهم أنهم لن ينهزموا وهم يقاتلون على دين آبائهم ، وأنه جَارٌ لهم ، فلما التقوا ، ونظر الشيطان إلى إمداد الملائكة { نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ } ، أي : رجع مدبراً ، وقال لهم : { إِنَّيۤ أَرَىٰ مَا لاَ تَرَوْنَ } . قال السدي : أتى المشركين إبليس في صورة سراقة بن مالك الكِناني الشاعر / على فرس فقال : { لاَ غَالِبَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ مِنَ ٱلنَّاسِ } ، فقالوا : من أنت ؟ قال : أنا جَارُكُمْ سراقة بن مالك ، وهؤلاء كنانة قد أتوكم . وقال قتادة : لما رأى الملعون جبريل عليه السلام تنزل معه الملائكة ، علم أنه لا يدين له بالملائكة ، فقال : { إِنَّيۤ أَرَىٰ مَا لاَ تَرَوْنَ } ، وقال : { إِنَّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ } ، وكذب الملعون ، ما به مخافة الله عز وجل ، ولكن لما رأى ما لا منعة له منه ، فرق وقال ذلك ، وهو كاذب على نفسه . وقيل : إنه ظنَّ أنَّ الوقت الذي أُنظِر إليه قد حضر ، فخاف . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " " ما رُئِيَ إبليس يوماً هو فيه أصْغَرُ ، [ ولا أدحر ] ، ولا أحْقَرُ ، ولا أغيظُ من يوم عرفة ، وذلك مما يرى من تنزيل الرحمة والعفو عن الذنوب ، إلا ما رأى يوم بدر " ، قالوا : يا رسول الله ، وما رأى يوم بدر ؟ قال : " أما إنه رأى جبريل عليه السلام ، يَزَعُ الملائكة " " . قال الحسن : رأى جبريل عليه السلام ، مُعْتَجِراً بِبُرْد ، يمشي بين يدي النبي عليه السلام ، وفي يده اللجام . ومعنى { نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ } . رجع القهقري . وقيل معناه : رجع من حيث جاء . وكانت وقعة بدر لسبع عشرة خلت من رمضان على رأس سبعة عشر شهراً من مقدم النبي عليه السلام ، من مكة . قال مالك : على رأس سنة ونصف . وكانت وقعة أحد بعد بدر بسنة .