Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 52-53)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } إلى قوله : { سَمِيعٌ عَلِيمٌ } . " الدَّأْبُ " : العادة ، وأصله من قولهم : " فلان يَدْأَبُ على الشيء " : أي : يدوم عليه ويلزمه . و " الكاف " متعلقة بقوله : { ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ } . من المعاصي كعادة آل فرعون والذين من قبلهم . و " الكاف " من : { كَدَأْبِ } ، في موضع رفع على إضمار مبتدأ . أي : العادة في تعذيبكم عند قبض الأرواح وفي القبور مثل العادة في آل فرعون . ويجوز أن تكون " الكاف " متعلقة بـ : { وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } ، فتكون في موضع نصب على معنى : ذوقوا مثل عادة آل فرعون في إذاقتا إياهم العذاب . فالمعنى : فعل هؤلاء المشركون كما فعل آل فرعون ، أو فعلنا ، بهم كفعلنا بآل فرعون ، فإذا رددت التشبيه إلى فعل المشركين وفعل آل فرعون جاز ، وإذا رددته إلى فعل الله عز وجل بهؤلاء كفعله بهؤلاء جاز ، ويتمكن في كلا الوجهين في : " الكاف " الرفع والنصب . قال مجاهد المعنى : كَسُنَنِ آل فرعون . وقوله : { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ } . أي : فعاقبهم الله بتكذيبهم . { إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ } . أي : لا يغلبه غالب . { شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } . لمن كفر به . قوله : { ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ } ، الآية . { ذٰلِكَ } : في موضع نصب ، على معنى : فعلنا ذلك . ويجوز أن يكون في موضع رفع ، على معنى : هذا ذلك . وقوله : { بِأَنَّ ٱللَّهَ } : في موضع رفع أو نصب عطف على : { ذٰلِكَ } . والمعنى : فعلنا ذلك بمشركي قريش ببدر بذنوبهم ، بأنّهم غيَّروا نعم الله عليهم ، وهو محمد صلى الله عليه وسلم ، يخرجهم من الظلمات إلى النور ، وتغييرهم لها هو كفرهم بما أتاهم به ، وإخراجه من بين أظهرهم ، وحربهم إياه . قال السدي " نعمة الله " على قريش : محمد صلى الله عليه وسلم كفروا بها ، فنقله الله إلى الأنصار . { سَمِيعٌ عَلِيمٌ } : تمام ، إن جعلت المعنى فيما بعده : عادتهم كعادة فرعون ، فتضمر مبتدأ تكون " الكاف " خبره . وإن جعلت { كَدَأْبِ } [ الأنفال : 54 ] متعلقة بقوله : { حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } لم تقف على : { سَمِيعٌ عَلِيمٌ } . ويكون التقدير / في التعلق : { حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } ، كعادة آل فرعون في التغيير والإهلاك .