Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 80, Ayat: 33-42)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

- قوله تعالى : { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ } ، إلى آخر السورة . أي : فإذا قامت القيامة ، والصاخة : اسم من أسماء يوم القيامة . قال ابن عباس : الصاخة : القيامة . وقال عكرمة : هي النفخة الأولى . والطامة الكبرى : النفخة الثانية . فالأولى يموت بها كل حيّ . والثانية يحيى بها كل ميت . وقال الحسن : ( يصيخ ) لها كل شيء ، أي : يصمت لها كل شيء . والصاخة في الأصل الداهية . قال الطبري : وأحسبها مأخوذة من قولهم : صخّ فلان فلاناً : إذا أصمه . ولعل الصوت هو الصاخ . قال : فإن يكن ذلك كذلك ، فينبغي أن يكون ذلك لنفخة الصور . - ثم قال تعالى : { يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ } . ( أي : فإذا جاءت الصاخة في يوم يفر المرء من أخيه ) وأمه وأبيه ، وفراره منهم حذر من مطالبتهم إياه بمظالم لهم عليه . وقيل : معنى فراره عنه لئلا يرى ما ينزل بهم . - ثم قال تعالى : { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } . ( يعني : لكل واحد من هؤلاء المذكورين ذلك اليوم شأن يغنيه ) . عن شأن غيره . قال قتادة : " أفضى إلى كل إنسان ما يشغله عن الناس " . " وسألتْ عائشة رضي الله عنها رسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم : كيفَ يُحْشرُ الرّجال ؟ فقال : حُفاةً عُراةً ، ثمّ سألتْهُ : كيفَ يُحشَرُ [ النساء ] ؟ فقال : كَذَلِكَ حُفاةً عُراةً ، فقالت : واسَوْأَتَاه من يوم القيامة ! ! فقال : عن أيّ شيء تَسأليني ؟ إنّهُ قدْ نَزَلت عليَّ آيةٌ لا يضرّك كَانت عليكِ ثِيابٌ ( أمّ لا ، قَالَت ) : أيّ آيةٍ [ هِيَ يا نبيّ الله ] ؟ قال : { لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } . قال : قد شغله عن صاحبه " . يقال : غَنيْتُ بالمكان . أي : أقمت به فيكون معنى { يُغْنِيهِ } أي : يقيم عليه . - ثم قال : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ } . أي : وجوه قوم يومئذ مشرقة مضيئة { ضَاحِكَةٌ } من السرور بما أعطاها الله من النعيم ، { مُّسْتَبْشِرَةٌ } [ لما ] ترجوه من الزيادة وهي وجوه المؤمنين الذين قد رضي الله عنهم . يقال : أسفر وجه فلان : إذا حَسُن ، وأسفر الصبح : إذا أضاء . وكل مضيء ( فهو مسفرٌ . ويقال للمرأة إذا ألقت خمارها أو نقابها أو [ برقعها ] قد سفرت ) عن وجهها . - ثم قال تعالى : { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ } . وهي وجوه الكفار . روي أن البهائم التي يصيرها الله تراباً يومئذ بعد القصاص يحول ذلك التراب غبرة في وجوه أهل الكفر . - وقوله : { تَرْهَقُهَا ( قَتَرَةٌ } . أي ) : تغشى [ تلك ] الوجوه { قَتَرَةٌ } أي : ذلة . ثم بين تعالى من هو ، فقال : - { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ } . أي : الكفرة بالله ورسله وكتبه ، الفجرة في دينه لا يبالون ما أتوا من معاصي الله ومحارمه .