Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 83, Ayat: 1-5)
Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
- قوله : { وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ } ، إلى قوله : { لِيَوْمٍ عَظِيمٍ } . أي : قبوح للمخسرين في كيلهم ، الناقصين ( الناس ) إذا اكتالوا لهم أو وزنوا لهم . وقيل : { وَيْلٌ } معناه : الوادي [ الذي ] في أسفل جهنم يسيل فيه صديد أهلها للذين ينقصون الناس ويبخسونهم حقوقهم في كيلهم ووزنهم . قال ابن مسعود : ويل : ( واد ) في جهنم . والمطففون : الناقصون . وأصل ذلك في الشيء الطفيف وهو القليل ، النَّزْرُ . والمطفف في اللغة : المُقَلِّلُ حَقَّ صاحبِ الحقِّ عَمَّا لَهُ من الوفاء في كيل أو وزن . وحكى القتبي : " إناء [ طفان ] إذا لم يكن ممتلأ " . وطفف فلان صلاته : إذا لم يجودها . ويقال للشيء المطرح : طفيف . و [ قيل ] : معنى { وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ } و { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } [ المرسلات : 15 ] عند سيبويه أنه دعاء يجري بين الناس ، فخوطب العباد بما يجري [ بينهم ] ، وجاء القرآن على لغتهم ، فكأنه تعالى قال : هؤلاء ممن يجب هذا القول لهم ، لأن هذا الكلام إنما يقال لصاحب الشر والهلكة . وروي عن ابن عباس أنه قال : لمَّا قَدِمَ النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كَانَ أهلها من أخْبَثِ الناس كَيْلاً ، فأنزل الله : { وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ } فأحسنوا الكيل . وهذا الخبر يدل على أن السورة نزلت بالمدينة . - وقوله تعالى : { ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكْتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسْتَوْفُونَ } . أي : إذا اكتالوا من الناس ما لهم عليهم من حق استوفوا لأنفسهم وافياً . و { عَلَى } بمعنى " من " - في هذا - عند الطبري . وقيل : إن معنى الكلام بـِ " عَلَى " خلاف معناه بِـ " مِنْ " يقال : اكتلت عليك ، بمعنى : أخذت ما عليك من حق . واكتلت منك ، بمعنى : استوفيت / منك . - ثم قال تعالى : { وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ } . أي : وإذا [ كالوا ] للناس أو وزنوا لهم ينقصون ، فَـ " هم " في موضع نصب ، على هذا يقال : كِلْتُكَ حَقَّكَ ، وكِلْتُ لَكَ حَقَّكَ . وهو قول أكثر النحويين . ودل على ذلك أن الخط لا ألف فيه بين الضميرين . وقال عيسى بن عمر : الهاء والميم في موضع رفع فيهما ، وتقديره عنده : وهم إذا كالوا أو وزنوا يخسرون . وقيل : " هم " في موضع رفع تأكيد للمضمر [ المرفوع ] في " كالوا " أو " وزنوا " . - ثم قال تعالى : { أَلا يَظُنُّ أُوْلَـٰئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ } . أي : ألا يظن المطففون أنهم مبعوثون ليوم القيامة من قبورهم فيجازون على تطفيفهم وبخسِهم الناس حقوقهم . روي أنها نزلت في رجل من قريش كان بالمدينة معه صاعان : واف يقبض به ، وناقص يعطي به ، ثم هي عامة في كل من نقص الكيل إذا دفع وأوفى إذا قبض .