Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 23-24)

Tafsir: al-Hidāya ilā bulūġ an-nihāya

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُوۤاْ آبَآءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ } ، إلى قوله : { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ } . ومعنى الآية : أن الله ، جل ذكره ، نهى المؤمنين أن يتخذوا آباءهم وإخوانهم الكفار أولياء ، يفشون إليهم سر المؤمنين ، ويطلعونهم على أسرار النبي عليه السلام ، وَيُؤْثِرُون المُكث بين أظهرهم على الهجرة إلى دار الإسلام : { وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ } أي : من يتخذهم أولياء وبطانة ، ويؤثر المقام معهم على الهجرة ، { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } . وهذا كله قبل فتح مكة . قاله مجاهد . { وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَآءَ } ، وقف عند نافع . ومثله { أَوْلِيَآءَ } في سورة المائدة ، فصح الوقف عليه ؛ لأنه لا يجوز أن يتخذ اليهود والنصارى أولياء على كل حال . وهنا إنما نُهُوا عن اتخاذ الآباء والإخوان أولياء إن هم استحبوا الكفر على الإيمان ، فإن لم يفعلوا ذلك فاتخاذهم حسن ، والوقف عليه يوجب ألا يتخذوا أولياء على كل حال كاليهود والنصارى . { عَلَى ٱلإِيمَانِ } ، الوقف الحسن . ثم قال تعالى : { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ } ، الآية . والمعنى : { قُلْ } يا محمد ، للمتخلفين على الهجرة ، المقيمين بدار الشرك ، مع أهليهم وأموالهم { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ } ، أي : المقام مع هؤلاء بمكة ، { أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ } ، أي : من الهجرة إلى دار الإسلام ، ومن الجهاد في سبيل الله ، { فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِ } ، أي : بفتح مكة . قاله مجاهد . والثاني : { حَتَّىٰ يَأْتِيَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِ } : من عقوبة عاجلة أو آجلة . قاله ابن زيد . { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ } . أي : لا يوفقهم للهدى .